دائما ما نجد النقد والكلام المدمر معنويا عندما لا تتوافق أرائنا مع الغير، لقد مللنا من النسخ المتطابقة نريد التجديد حتى في الأفكار، هل يجب أن تكون شخصيتنا مثل الآخرين؟ أم خلقنا لنرضي الآخرين؟ أم الآخرين جزء لا يتجزء منا؟ أم استقلاليتنا مجرد كلمة لا وجود لها في الواقع؟ لماذا لم نتعلم بعد أن نحترم الاختلاف كل منا له تركيبة أخرى له كيان مستقل عن الآخر. الاختلاف شئ جميل جدا ونادر فلم نكره بعضنا بسبب الاختلاف؟ قد أختلف معك وتختلف معي لكن يمكننا أن نكون أصدقاء، يكفي من مشاعر الحقد والكره فقط بسبب الأفكار فهذا يشتم الآخر لأنه سنى والآخر لأنه شيعي أو حتى الكره بسبب الأديان واللوم بسبب الأديان أو بسبب حتى الانتماء لدولة دون أخرى أو لفريق رياضي دون الآخر أو الإعجاب بشخصية لا تعجب الآخر. لقد تفرقنا كثيرا بسبب عدم احترامنا لبعضنا وعندما لا تعجب الآخر أفكارك فإنه سيخبرك بكونك سلبي وبأنك غير مواكب للواقع ويحاول صنع شخصية ترضي شخصيته، مجتمعاتنا مليئة بالنرجسيين ممن يسيطر عليهم الأنا الأعلى ممن يسيطر عليهم إقصاء الهو، داخل هذا العالم لا توجد نسخ متطابقة بل كتلة من الأحاسيس والمشاعر كل منا له قصة وعنوان لا يمكن أن نتشابه لأننا بالأساس مختلفين لكن يمكننا أن نتشارك الحب والمشاعر والقيم والصفات الطيبة فهل لأننا مختلفين نصبح أعداء؟ وهل أفكارنا لعبة ملاكمة على حلبة صراع، اختلافنا من المفترض أن يكملنا وليس أن يفرقنا فلم نعلن الحرب فقط بسبب اختلاف في الكلمات والمفاهيم، حتى ديننا الإسلامي لم نفهمه بل جعلنا من الآخرين أعداء وحللنا وحرمنا وأدخلنا ذلك لجنة والآخر لنار وحكمنا على ذلك بالكفر والآخر بالجهل فقط بسبب الاختلاف في المفاهيم رغم أن الدين جاء ليسمو بالناس ويعلمهم المحبة لكنهم أخذو فقط بالشكل وأزالوا المحتوى رغم أن الله في العديد من الآيات أشار إلى كلمات تخاطب العقل ومنها أفلا يتدبرون، أفلا تعقلون وغيرها من الكلمات لكن أبعدنا العقل وحكم التعصب في المجتمعات إلى أن تدمرت إلى أن جاء اليوم الذي يقتل الأخ أخاه فقط بسبب الاختلاف.