- نتناول رواية عرس الزين للكاتب السوداني الطيب صالح، وهي رواية تسرد وتنثر أحداث لعرس الزين، وفيها تعددت الشخصيات وتنوعت احداها. وهي رواية تحتوي علي عدد من العناصر المهمة، وتقوم الشخصيات فيها بلعب ادوار مختلفة لتؤدي المطلوب منها. وهي لعبت دورا كبيرا وبارزا في مجال الروايات. فنجد أن الكاتب وصف رواية عرس الزين كرواية عربية، معاصرة تمت كتابتها من الكاتب الاديب السوداني الطيب صالح. وتعتبر من اعماله الادبية التي تتميز بقصرها وقد اختلف في تحديد جنسها الأدبي. وهي تتمثل في الوسط بين الرواية القصية، وهي في الادب العربي تعتبر كتبا كلاسيكيا، وفي يصور الكاتب حياة القري في الشمال السوداني، وهي تعتبر كرواية اجتماعية عن المجتمع السوداني، الفصحي وقلبت فيها اللهجة السودانية، لرغبة كاتبها لعكس اللهجه السودانية. وهي تشبه اللهجة المصرية واللهجة العربية العامية، وقد اظهر الكاتب الطيب صالح بساطة الزين في صورة جسدية جسد فيها شاب نحيل الجسم ويظهر ضعيف البنية، ودائما يسير حافي القدمين. وان الزين يتزوج "نعمة" وهي فتاة في غاية الجمال ومن اسرة مشهور ومرموقة، ويسعي الطيب صالح ليكون فكرته لتتجلي في هذه الافعالات محاولا الجمع والتأليف بين المتناقضات. ونجد أن رواية عرس الزين هي وصفة اجتماعية تحتم علي الكاتب وصف الشخصيات فيها، بالاخص شخصية الزين. - وكذلك نجد أن الطيب صالح كتب هذه الرواية عن شاب، ويمتلك الزين قلبا يافع مليء بالحب وينجزب نحو كل جميل. ومال لأغلب الفتيات في القرية الحسناوات الجميلات، وكان يحنو إليهن بكل صدق ومشاعر صادقة. وامهاتهن يستفضلن الزين لكونه مصدر دعاية لبناتهن، وكان الزين الزين محبا للفرح. وكان الزين علي ضعفه ذو بنية قويا لا يستطيع احد ان ينال منه بالاقتراب. وتنبأ الحنين للزين بالزواج من أجمل بنات القرية، وشبت فتألقت وازدادت جمالًا وكانت كلما حدثتها أمها عن خاطب مميز متعلم أو غني أو وسيم أعلنت رفضها بصمتها وهز أكتافها، لقد بدا زواج الزين من نعمة غريبًا ومستنكرًا بعض الشيء، فقد أتت إليه بنفسها وعرضت عليه الزواج منها، وما كان منه غير أن وافق وأذيع خبر زواج الزين من نعمة في القرية كلها، وما كان من الناس إلا أن استهجنوا هذا الزواج واستنكروه، وتكثر التساؤلات بين نساء القرية عن حقيقة هذا الزواج. - وفي تحليل الشخصيات التي مثلت عرس الزين فقد بدت شخصيات رمزية يرمي الكاتب من خلالها لنقد المجتمع وإصلاح عاداته وإبراز المجتمع السوداني بكل ما فيه في صورته المتكاملة من المحاسن والعيوب، في أن الزين شخصية بسيطة من عامة أهل البلدة نشأ يتيمًا، فبنيته الجسدية لا توحي بقوته الداخلية كما أن قبحه وسذاجته لم تتح للقارئ إمكانية توقع زواجه من نعمة، وقد وظف الطيب صالح الزين كشخصية أساسية ليسلط الضوء على قضية التهميش الاجتماعي التي كانت سائدة في السودان، وقد عمد الطيب صالح إلى معالجة هذه القضية من خلال بث المتناقضات بأسلوب المفاجأة، فشخصية الزين لا تأبه بذلك التهميش الاجتماعي بل تعيش لذاتها وفي الناهية تحصل وتحقق ما تريده بصمت. - ونجد أن نعمة شخصية أنثوية صورتها مكتملة وعلي درجة عالية من الجمال والأخلاق والماديات ونسبها الذي تنتمي إليه. - كما نجد أن الشيخ الحنين وهو رجل صالح صوفي وناسك و ولي صالح، وهذه الشخصية تمثل الأنا العليا الرادعة أو الضمير الذي يسعى بالنفس إلى الصلاح من خلال كبت رغباتها. - وأن سيف الدين شاب ثري ابن الصائغ الذي كان يمثل الاستهتار والعبث، نشأ مدللا أنفق عليه أبوه لكي يتعلم فلم يفلح، - وفي تلك الرواية نجد أن سيف الدين شاب جاء إلى القرية بعد موت أبيه، وأن يقع سيف الدين في قبضة الزين الذي كان قد آذاه من قبل وشج رأسه، ونجد أن هذه الشخصية تمثل طبقة من الناس التي لا نجدها في المجتمع السوداني وحسب، وهي الطبقة التي تنجر وراء ملذات الحياة ساعية لتحقيق الذات من خلال التعالي على الآخرين وذلك لسد فراغ حاجاتهم النفسية للآخرين. - ونلخص بعض الإقتباسات من رواية عرس الزين، فنجد أن الكاتب الروائي قد بدأ رواياته أديب وحكيم، وإن رواياته لم تكن تخلو من العبارات العميقة التي تلخص فلسفته الاجتماعية، ولكنك تحس أن بطنها ينطوي على سر عظيم. كما يضم رحم الانثى الجنين في حنان ودفء وحب،