سيكولوجية الروافع في التعلم وبدراسة الدافعية فإننا نضيف إلى فهم سلوك الإنسان تصورنا من الدافع المحدد للهدف الذي يضعه الفرد لنفسه وبذلك تخطو خطوة رئيسية نحو فهم سلوك الفرد في مجتمع من الأفراد يفكرون ويناضلون ويحققون ويفشلون والسؤال الثاني هو : لماذا يصمم الناس على فعل» تخيروه لمدة طويلة وربما في مواجهة الكثير من المصاعب والعقبات؟ ولماذا يخاطر الناس بالموت من أجل الدفاع عن مبدأ معين آمنوا به؟ ويمكن التمييز بين نمطين من تلك القوى النمط الإيجابي والنمط السلبي: فبعض الإصطلاحات مثل الرغبات والشهوات والحاجات قد ينظر إليها على أنها قوى إيجابية تدفع بالشخص نحو أشياء أو حالات معينة في ان بعض المصطلحات مثل: المخاوف والمكاره قد ينظر إليها دائماً على أنها قوى سلبية تنأى بالشخص بعيداً عن أشياء أو حالات معينة وهناك اختلافات كبيرة بين القوى الإيجابية والقوى السلبية وقد يكون لها مضاعفات انفعالية مختلفة كما يبدو السلوك الناتج عن كل من هذه القوى مختلف تماماً وعلى كل فإن كلا النمطين من القوى له معنى متشابه وربما يكون متمايزاً، وكلاهما ينظر إليهما على أنهما القوتان الممهدتان والمعززان للسلوك، وكما أن اصطلاح «رغية» سوف يستخدم أحياناً في الإشارة إلى كل من القوى الدافعة الإيجابية والسلبية كذلك فإن اصطلاح «هدف» سيستخدم للإشارة إلى الأفعال المشبعة للرغبة أو الأشياء المرغوبة كما سيستخدم اصطلاح «الأفعال المثيرة للمكاره للإشارة إلى الأشياء المبعدة والرغبات والأهداف تعتمد على بعضها، ومن العادي ألا يكون الإنسان الذي تعزى إليه الرغبة في القوة على دراية إلا بأنه فقط يبحث عن كذا وكذا من الأهداف وبقدر ما يكون من تجاربه ويقدر ما تشمل عليه نظمه الإدراكية، فكل ما يدركه وكل ما يفكر فيه وكل ما يشعره به، رغبات الفرد تختلف الرغبات باختلاف الأفراد، إذا تختلف الرغبات القديمة وتنشأ رغبات جديدة مع ما يجري من تغيرات في حاله النفسية وخبراته. الجنسية للهورمونات والرغبات الخاصة بالطعام والشراب تعزى إلى التأثيرات البيولوجية الكيمائية المباشرة كنتيجة للحرمان من هذه الأشياء، فالتغيرات في أي من أجزاء السلسلة المترابطة المعقدة لتركيب الأجسام التي تسميها بالتكوين الفسيولوجي للإنسان قد تتسبب في اختفاء الرغبات القديمة وظهور الرغبات الجديدة وبغير شك فإن حالة الجسم البيوكيميائية عامل هام في تحديد الرغبات - كما أن دور التحول البيوكيميائي في تنمية الرغبات الخاصة يتضح بصورة حيوية. فإطعام الطفل الجائع باللين الدافيء سوف ينمي الرغبة للين الدافيء وإطعامه بماء الأرز سوف ينمي الرغبة الماء الأرز، إلخ ومن الجائز أن تكون هناك رغبات عامة أو مشتركة تسببها اللامتغيرات في التنظيمات الثقافية التي يواجهها الناس في كل المجتمعات وفي معظم الثقافات يتم تلقين الفرد لكي يصبح رجلاً صالحاً، كذلك فإن ثقافة المجتمع الواحد تتمايز إلى ثقافات جزئية تختلف باختلاف المستويات الاجتماعية الاقتصادية التي يضمها ذلك المجتمع وإن اشتركت في المعالم الرئيسية المميزة لتلك الثقافة الكلية التي اشتقت منها. وطالما كان من المسلم به أن الفرد يكتسب الكثير من الدوافع خلال حياته وأن الأفراد الذين ينشأون في نمط معين من الثقافة يتعرضون بصفة عامة العوامل وظروف ثقافية مشتركة فإننا تتوقع أن نسبة كبيرة من الأفراد العاديين الذين ينشأون في ثقافة واحدة سيغلب عليهم تبط معين من الدافعية و مستوى معين من الطموح. وما يمكن قوله بالنسبة لتلك المجتمعات ككل والتمايز فيما بينها. الذاتية قيمة أكبر ووزناً أكثر أهمية عن غيرها من الحاجات بالنسبة للمتعلمين عنها بالنسبة للاميين وبالنسبة للراشدين الناضجين عنها لمن دونهم. فما يبذله الفرد من نشاط في عمل معين في فترة معينة من عمره قد يختلف عما يبذله نفس الفرد في عمل آخر في نفس الفترة. وربما يكون الدافع لدى الفرد قوياً ولكن احتمالات نجاح الفرد كما يدركها هو في مجاله النفسي والبيولوجي ضئيلة أو معدومة مما يصرفه عن بذل النشاط، والشعور بالكرامة وتأكيد الذات فإذا لم تتمكن الفتاة من أن تصبح القدرة الفسيولوجية مثلاً فإنها تتخذ عدداً من الأهداف البديلة والمقبولة اجتماعياً فقد تسعى لتصبح مدرسة أو تتبنى الأطفال مثل هذه الأهداف البديلة ليست لها على أية حال نفس الخصائص أو نفس القوة على إشباع الرغبات المتصلة بها مثل الأهداف التي حلت محلها، وتنشأ رغبات وأهداف هامة ذات صلة بإعلاء الذات والدفاع عنها، فتصبح الذات نواة تنتظم حولها الكثير من الرغبات والأهداف المتباينة للفرد، وفهم الدافعية يقتضي الإلمام بالدور الحاسم للذات كما أن فهم العلاقات الخاصة بالذات بالنسبة للدافعية يقتضي أن توضح أولاً طبيعة الذات. الذات نتاج للتفاعل الاجتماعي،