التراث حصيلة جهد الأجداد الذين أمضوا حياتهم في إبداعه، وحينما يعود القارئ إليه يستلهم منه كل نافع مفيد؛ العظة والعبرة وأخبار العظماء والشجعان والقادة، وفيه من الفوائد ما يمتع القارئ أو السامع، ويزيد من حصيلته اللغوية، ويوجهه لأن يتخذ هؤلاء الأفذاذ والعظماء قدوة صالحة في سلوكه وعلاقته بالآخرين . وحين يذهب بعض الكتاب أو المثقفون في العصر الحديث بكتاباتهم نحو التراث فإنهم يتطلعون إلى هذه الفوائد، يختلفون فمنهم من يغرق في الحديث عن التراث ويتناسى الواقع الذي يعيشه الناس ومنهم من يأخذ منه بقدر ما يحتاج إليه دون إهمال للواقع أو انفصال عنه. وإذا كان التراث مهما للحاضر الذي نعايشه فإن المستقبل مهم كذلك؛ نخطط للوصول إليه في أنفسنا وأبنائنا ومجتمعنا كله، وهو مصداق قول الرسول – صلى الله عليه وسلم –"إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها.