تحضى قضية تطوير الأداء اهتماما كبيرًا من قبل المنظمات المختلفة، حيث تخصص ميزانية كبيرة لتدريب وتطوير موظفيها، وذلك بناءً على الإعتقاد بأن المورد البشري هو مفتاح التقدم الإقتصادي وتكوين الثروة. فالكوادر المؤهلة والمدربة وذات الخبرة تعتبر عنصرًا فاعلا في تنمية وتطوير المؤسسات. وبناءً على تأثير الثروة المعلوماتية في جميع جوانب الحياة الحديثة، أصبح من الضروري أن يتعامل الفرد مع هذه التغيرات ويتكيف معها ويستفيد منها ويستخدمها في خدمته. بدأت الدول تولي أهمية متزايدة للتربية المعلوماتية من خلال توفير بيئة تعليمية وتدريبية تفاعلية تجذب اهتمام الأفراد في عصر التطور المستمر. ويعتبر استخدام تقنية المعلومات والإنترنت في التدريب والتعليم من أهم مؤشرات تحول المجتمع التقليدي إلى مجتمع مواكبا لهذه التطورات الحاصلة، حيث تساهم في زيادة كفاءة وفاعلية نظم التدريب والتعليم، وبالتالي تساهم في بناء الكوادر المعلوماتية في المجتمعات الحالية. ويعتبر التدريب الإلكتروني أحد الوسائل الرئيسية التي تعتمد عليها المؤسسات لتحقيق التوافق بين متطلبات الوظائف وقدرات ومهارات الموظفين. فهو يهدف بشكل أساسي إلى تطوير قدراتهم وإكسابهم مهارات ومعارف جديدة، ويغير اتجاهاتهم ويطور سلوكهم بطريقة تعزز كفاءتهم وفعاليتهم في العمل. زاد اهتمام المؤسسات الحديثة بالتدريب الإلكتروني كونه وسيلة فعالة لربط جودة الخدمات المقدمة بواسطة المؤسسات بأداء الموظفين بها، وضمان تحقيق أهداف المنظمة بأكثر فعالية وكفاءة. أصبح التدريب الإلكتروني أداة أساسية تعتمد عليها معظم المؤسسات، بما في ذلك مؤسسات التعليم العالي التي تسعى لتحسين خدماتها وتطوير مواردها البشرية. فالجامعات أصبحت الآن في حاجة ماسة إلى تحقيق مستوى عالٍ من الأداء، حتى تتمكن من مواجهة التحديات المختلفة التي نشأت نتيجة التطورات والتغيرات المتسارعة في زمننا الحالي. وقد ساهمت هذه التطورات في تسليط الضوء على أهمية العنصر البشري كمحدد للكفاءة، وأهمية الجهود التدريبية في تكوين وتطوير الكوادر البشرية المؤهلة لتقديم الأفضل والأمثل.