يصور بعض املؤرخني الحالة (وقد سقطت الدولة الأموية،ً تصوير ً ا يخيل إليك معه؛ أن هناك حدودا فاصلة بني الدولتني، وأن صفحة أخرى بدئت بقيام الدولة العباسية،هناك كبري علاقة بني الأمة الإسلامية في عهدها الأول،أبعد ما يكون عن الصحة! وعلى الأخص من الناحيتني؛فقد حدثت حوادث في صدر الإسلام، أخذت تعمل عملها منذ واستمر تأثريها مع سقوط الأمويني، خذ لذلك مثلا: تعاليم مؤثرة في البلاد املفتوحة ومتأثرة بها،في انتشار لغة العرب؛ فلم يكن قيام الدولة العباسية صفحة جديدة لهذين العاملني، ومن أوضح املثل على ذلك: عملية الامتزاج بني الأمم الفاتحة فقد بدأت من عهد عمر بن الخطاب، ووقفت وقفة صغرية لما أصاب الأمم ثم بدأت تخضع للنظم الاجتماعية؛ ثم ظهور ً جيل جديد يحمل الدم العربي والأجنبي معا،ذلك خصائص الأمم املختلفة التي يتكون منها دمه، أو روحية.ويتعاقب في الدولة العباسية، وكان من نتائج هذا الامتزاج: أن كل جنس بدأ يتعلم منالأجناس الأخرى ما يشعر بأنها آخذة منه بحظ أوفر،حضارتهم،في العهد العباسي، كما كانت سائرة في العهد الأموي.حكمته الدولة العباسية؛ لظهر على يديها من الحركات العلمية والإصلاحات الاجتماعية؛ في آخرها أرقى منها في أولها،واعتنقه بعض الخلفاء الأمويني، وظهرت الكتابة الفنية، ولو كان اتساع الحركة العلمية لكان آخر الدولة الأموية يشبه أولها.٢ (أن الأمويني أنفسهم ملا انتقلوا إلى الأندلس،َ العباسي الأول َّ ؛ُ هم وحضارتهم، واليونان،لاتينية. ومنه العلم، والأخذ بأوفر حظ من النظمَّ الاجتماعية التي تليق بهم؛ذلك بأن اململكة الإسلامية،َ ويسلمها طور إلى طور، وجاءت الدولة العباسية، فسارت في هذا الاتجاه، والخطأ كل الخطأ أن يُفهم أنها أوجدته من عدم!الفارسي، ونقل العاصمة من الشام إلى العراق.الحركة العلمية والاجتماعية، ولو لمالعباسية، لأتيحت لها فرص أخرى مختلفة الأشكال. والعراقيون كان يصح أن يستخدموافي الحركة العلمية (والعاصمة في الشام)؛ والحركة اللغوية تنمو وتقوى؛ بمثل أبي عمروبن العلاء، ولم يكننشاط تلاميذهم.الأموية في حكمها.وهذا ما سنحاول وصفه في الباب الآتي. وسنقتصر من وصف الحياة الاجتماعية،