لأن وجودها يقبل المزيد والاتساع. فجميع المطالعات والأسفار والاختبارات تعمل في محق القليل الذي أفلت من أصابع الطبيعة، وهي تقذف إلى الحياة بمن لم تشأ أن تجعله من أهل الذوق. لو نفينا عن الباحثة كل صفة كتابية وجردناها من جميع نعوت الإنشاء لظلت ناقدة في كل كلمة خطها يراعها. لأنها بمركزها الاجتماعي كانت ذات صلة بجميع الطبقات. ولما كانت تذهب إلى قصر الباسل في الفيوم كانت تجتمع بنسوة البادية والفلاحات، وتقابل في سرها بينهن وبين الأخريات ذوات الدلال واليسار، فتجد أن المرأة إن تغيرت منها الأثواب والإشارات فإن وجوه الشقاء في حياتها متشابهة ومواضع الخلل واحدة في جميع الطبقات. يجبأنيُبتدأ بتعليمالمرأةلأنهاالأكثرجهًلا. يجبأن يباشربتحريرالمرأةكيلايكونالمتغذونبلبنهاعبيًدا. يجبأنيُحسرغشاءالخزعبلات والأوهام عن عينيها ليدرك الناظر فيهما، بل قبل ذلك! وهاك حجة الباحثة: المرأة المصرية مسلوبة الحق ومظلومة في كل أدوار حياتها؛ ترى أقارب النفساء وصديقاتها يكثرونلهاالهداياإذاكانمولودهاذكًرا،