 يقول فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي: " يجب ألا ننسى أننا في القرن الخامس عشر الهجري، لا في القرن العاشر ولا ما قبله وأن لنا حاجتنا ومشكلاتنا التي لم تعرض لمن قبلنا من سلف الأمة وخلفها، وأننا مطالبون بأن نجتهد لأنفسنا، لا أن يجتهد لنا قوم ماتوا قبلنا بعدة قرون،  فلا يجوز للمجتهد أن يتغافل عن روح العصر وحاجاته الذي تغير فيه كل شيء.  ولمسايرة هذا التطور فلا مانع من أن نقتبس من أنظمة الشرق أو الغرب، مما يحقق المصلحة لمجتمعنا، حتى يغدو جزءاً من نظامنا، كما رأينا ذلك فيما اقتبسه المسلمون في العصور الذهبية من الأمم الأخرى". 8- الحذر من الوقوع تحت ضغط الواقع :  ففي الوقت الذي ندعو فيه إلى مراعاة أحوال التطور وروح العصر والترحيب بالجديد النافع فإنه ينبغي أن نحذر من الوقوع تحت ضغط الواقع القائم في مجتمعاتنا المعاصرة وهو واقع لم يصنعه الإسلام بعقيدته وشريعته وأخلاقه، ولم يصنعه المسلمون بإرادتهم وعقولهم وأيديهم.  فليس معنى الاجتهاد أن نحاول تبرير هذا الواقع على ما به، وجر النصوص من تلابيبها لتأييده، وافتعال الفتاوى لإضفاء الشرعية على وجوده، والاعتراف بنسبه مع أنه دعي زنيم. منهج دراسة فقه النوازل :  وأن يكون الهدف من وراء إنشغاله بتلك النازلة هو إرضاء الله تعالى أولاً وآخراً، (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ). 2- إظهار الافتقار لله ملهم الصواب. يقول ابن القيم :(ينبغي للمفتي الموفق أذا نزلت به المسألة أن ينبعث من قلبه الافتقار الحقيقي لا العلمي المجرد إلى ملهم الصواب، ومعلم الخير وهادي القلوب: أن يلهمه الصواب ويفتح طريق السداد، ويدله على حكمه الذي شرعه لعباده في هذه المسألة، فمتی قرع هذا الباب فقد قرع باب التوفيق). 3- فقه حقيقة النازلة: وذلك بتصورها تصورا واضحا، لأن الحكم على الشي فرع عن تصوره: وتحققه بثلاثة- : أ- جمع كل ما يتصل بالنازلة من أدلة وقرائن.