لما اشتد على رسول الله الرسول صلى الله عليه وسلم ومن آمن معه كيد قريش وأذاها؛ خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من قبيلة ثقيف نصرته، وقبول ما جاء به من الهدى والحق؛ فلما دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، وإلى نصرة دعوته لم يستجيبوا له، وأبوا أن يكتموا خبره « بل أغروا به سفهاءهم، وكان زيد بن حارثة يحميه بنفسه، وما زالوا كذلك حتى ألجؤوه إلى بستان على ثلاثة أميال من الطائف، وأوى رسول الله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ظل شجرة فجلس يلتقط أنفاسه، يَاأَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، ولما مر الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه ببستان، لعتبة وشيبة ابني ربيعة ورأيا ما فعل به سفهاء الطائف رقا له، وقالا له : « خُذْ قِطْفًا مِنْ هَذَا اَلْعِنَبِ، وَاذْهَبْ بِهِ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ». فكان ذلك سببا في إسلام عداس بعد حوار دار بينه وبين رسول الله الرسول صلى الله عليه وسلم أورده بتمامه ابن كثير رحمه الله.