جائزة زايد للأخوة الإنسانية تجسد نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في الوحدة والتآخي و التسامح ، ومرجعاً للمؤمنين بقيم العيش المشترك والتآلف والقدرة على التغيير للأفضل، من أجل البشرية جمعاء فمنذ بزوغ التاريخ ع دول العالم بعهد الكتب السماوية مروراً إلى الجاهلية إلى عهد سطوع الاسلام في العالم كان ولازالت الكتب السماوية تؤكد ع التسامح و الوسطية بين البشر و بغض النظر عن التحريف الذي طال الكتب السماوية كالإنجيل و التوراة و الزبور و قد وضحت الآيات الكريمة بختمها بالقرآن على أهمية التسامح لتعايش البشري مع العباد و أهمها "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)" فالعبادة لك وحدة لا تدخل من ضمن زرع الكراهية و الحقد و الشر لمن يختلف معك بالدِّين دينك لك و دين الغير لهم و عليك كفرد بالمجتمع باحترامه و من هذا المنطلق بدأت رحلة التسامح من كتاب الله طبقت في دولة الامارات العربية المتحدة بعهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و خلفه توارثوها ليطبقها حرفيا على أرض الوقائع و ترجمة بشكل معنوي و فعلي في عام ٢٠١٩ و بشكل كبير و مردوده كان كوقع صاعق على الفئة الحاقدة على أي رمز للتسامح بين البشر و قد وثقت دولة الامارات العربية المتحدة هذا الحدث الضخم بزيارة بابا الفاتيكان للأول مرة لمنطقة الشرق الاوسط على أرض الامارات العربية المتحدة بتاريخ 04/02/2019 لينضم بابا الفرا نسيس بابا الفاتيكان بابوي في شبه الجزيرة العربية، بإستاد مدينة زايد الرياضية في أبوظبي لمباشرة التبريكات للجالية المسيحية لهذا الحدث ليضم كل الاخوة المسيحيين و ينطلق هذا المشهد للعالم و ليرسم للدولة الامارات العربية المتحدة و موقعه تحت عيال زايد أول نقطة تحول للعالم أن البشر أخوة بغض النظر عن اختلاف الديانة ونضم هذا الحدث المثير بجانب بابا الفاتيكان و للأمام أكبر للأزهر الشريف الامام أحمد الطيب و تحت إشراف وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك لتوقيع أجمل حدث عالمي و هوه وثيقة التسامح التي انثقبت منها عن خطط لبناء صرح يجمع بين الديانات السماوية الرئيسية الثلاثة، وهو يُدعى بيت العائلة الإبراهيمية. ومن المقرر تشييده في جزيرة السعديات بالعاصمة ، بحيث يضم مشروع بيت العائلة الإبراهيمية، وكنيس تحت سقف صرح واحد، وذلك "ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات"، من قبل المهندس المعماري الشهير عالمياً، ومؤسس ورئيس شركة "أجايي وشركاه"، ديفيد أجايي أوبي، ومن المقرر تشييده في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي. وتم اختيار التصميم العصري للمشروع بناءً على عملية دقيقة أُتيحت خلالها الفرصة لمشاركة مهندسين معماريين معروفين من خلفيات وديانات متنوعة من حول العالم. وسيضم بيت العائلة الإبراهيمية 3 مبانٍ منفصلة يُخصص كل واحدة منها على حدة لديانة، وحديقة رئيسية خاصة للمجمع، إضافةً إلى مبنى رابع يعمل كمتحف ثقافي يجتمع فيه الأشخاص بمختلف انتماءاتهم. و أن المبنى سوف يحتضن برامج تعليمية، وفعاليات متنوعة هدفها تعزيز التبادل والتعاون الثقافي والإنساني. وبدأت حالياً الخطوات الأولى لتنفيذ المشروع، إذ أن العمل عليه سيستغرق 3 أعوام. ولا يُعد بيت العائلة الإبراهيمية أول خطوة تتخذها الإمارات فيما يتعلق بمجال تعزيز قيم التسامح، إذ تم وضع حجر الأساس في أول معبد هندوسي في أبوظبي في أبريل في عام 2019. دولة الامارات شهدت التسامح في عصور كثيرة قبل الاتحاد و بعد الاتحاد و آخر الشواهد وجود آثار لكنائس تعود لقرون سابقة في صير بني ياس و عدد من المدن بالدولة و اليوم دولة الامارات العربية المتحدة تملك أكثر من مئتي جنسية و مختلفين في الديانات و العقائد وفرت لهم أراضي للإقامة الشعائر هم بكل أريحية و بدون أي مضايقات فالمجتمع الاماراتي واعي و تربى على التسامح مع الجميع و حب الخير و نشر الوسطية والاعتدال بين الجميع فلذا أن توافد مختلف الجاليات للإقامة على أرضها دليل على التسامح و الوسطية بفضل حكامها و مساعدة مجتمعها و قيم الطيبة المتوارثة من الآباء المؤسسين. فالحمد الله على نعمة دولة الامارات العربية المتحدة و على القيادة الرشيدة و الشعب الطيب و المتسامح مع الجميع.