أترى القصة تحتاج إلى تعليق؟ ألا ترى معي فيها التمهيد والعقدة والنهاية؟ وللبحتري بعد ذلك قصص قصيرة منها الفرس الذي أهداه له المتوكل، أهديتني أعجوبة هي في العجائب نادرة فرس كأَنَّ هُبوبه وشك الرياح الطائرة في ليلة قَطَعَ المسا فة من هنا للآخرة الله جارك في انطلاقك تِلْقَاءَ شامك أو عراقك لا تعذلني في مسيد رَكَ يومَ سِرتَ ولم أُلاقك إني خشيت مواقفًا للبينِ تَسْفَحُ غَربَ مَاقِكْ وذكرت ما يجد المود ع عند ضمك واعتناقك فتركت ذاك تعمدًا وخرجت أهرب من فراقك وفرسان هيجاء تجيش صُدورها تقتل من وتر أعز نفوسها إذا احترَبَتْ يوما ففاضت دماؤها شواجر أرماح تُقطع بينهم وكنت - أمين الله - مولى حياتها لعمري، لقد شرفته بصنيعة تألفهُم مِن بَعدِ مَا شَرَدتْ بِهِمْ بأحقادها حتى تضيق دروعُها عليها بأيد ما تكاد تطيع تذكرت القُربى ففاضت دموة 42 من 54 شواجر أرحام علوم قطوعي ومولاك (فتح) يوم ذاك شفيعها إليهم ونُعمى ظل فيهم يُشيعها حفائظ أخلاق بطيء رُجوعها فأبصر غاويها المحجَّةَ فاهتدى وأمضى قضاء بينها فتحاجَزَتْ فقد ركزت سمر الرماح، وأُعْمِدَتْ فقرت قلوب كان جَمَّا وَجيبُها ربطت بصلح القوم نَافِرَ جأشها وأَقْصَرَ غَالِيها ودانى شُسُوعُها ومَحْفُوضُها راضٍ بِهِ ورَفِيعُها رقاقُ الظَّبا مجلوها وصنيعها ونامَتْ عُيون كان نزرًا هجوعُها فقرَّتْ حَشاها واطمأنتْ ضُلوعها وذكر صلاتِ القُربى والرَّحِم والرماح تقطعها بأيد ما تكاد تطيعها، وتنتهي القصة بنهاية مشرفة سعيدة. وأنسه تحمل عنه ساكنوه فجاءة إذا نحن زرناه أجد لنا الأسى ولم أنس وحش القصر إذ رِيعَ سِربه وإذ صيح فيه بالرحيل فهتكت كأن لم تبت فيه الخِلافَةُ طَلْقَةً ولم تجميع الدنيا إليه بهاءها فأين الحجاب الصعب حتى تمنعت وأين عميد الناس في كل نوبة تخفي له مغتاله تحتَ غِرَّةٍ ولو كان سيفي ساعة الفتك في يدي فلا مُلي الباقي تراث الذي مضى والمُلكُ يُشْرِقُ زَاهِرُهُ وبهجتها والعيش غض مكاسره بهيبتها أبوابه ومقاصِرُهُ تنوب، وناهي الدهر فيهم وآمره؟ وأولى لمن يغتاله لو يُجاهِرُهُ درى الفاتك العجلان كيف أساوره ولا حملت ذاك الدعاء البحتري ذلك الصائغ العبقري، لم تعرف العرب قبله موسيقى كتلك الموسيقى التي يعزف بها شعره في أناقة من الأسلوب وفي أعراس من اللفظ، وقد التأم كلاهما على المعنى الشريف الذكي، فكان هذا الشعر الخالد الذي توارثناه عن الأجيال. تَسَلَّلُ إلى شعره على غير قصد منه، وكأنه يُسليك بقصته، اقرأ معي: