يعد التكرلي الذي بدأ الكتابة في الخمسينيات وظهرت مجموعته الاولى عام 1960 علمًا من أعلام تطور القصة العربية القصيرة عامة خصوصًا في العراق وقد أظهر من بداية حياته الأدبية معرفة عميقة بطبيعة السرد الحداثي وقدرة نادرة على تجنب الافراط في التجريب وهو أحد الأساتذة القلائل المحكمين للبنية السردية في القصة العربية القصيرة الحديثة حيث يسبقه يحيى حقي فقط في حين يتبعه طاهر وأصلان تتجلى حساسيته نحو التداخل الجدلي بين النستج والبنية من خلال إدراكه لوظيفة كل الية نصية يستعملها وتضفي هذه الخاصية على السرده ترابطًا في الرؤى يتخيل كل تفاصيل ولا يتاثر بالتغيرات القوية في الوسط السياسي الاجتماعي الذي يحاول التعبير عنه يعمل التكرلي على جعل سرده ينظم في سلسلة من الاحداث تشكل حبكة محكمة النسج ذات طبيعة تصاعدية نحو حلول مؤثرة بحيث تأسر القارئ لأجل طويل من وصوله الى نهاية القصة ويعود ذلك الى ان كثيرًا من حلوله لعقدة قصصه تأخذ طابعًا تفجيريًا يشغل الاحتمالات الخصبة في ذهن القارئ وتقوده الى أكتشاف الطبقات المتعددة لمعنى النص ويظل التكرلي انسان منسجم بشكل كامل مع اوضاع المجتمع ومع النشاط الوقتي الذي يشترك فيه وهو يختلف في هذا الجانب عن البطل المغترب في قصص الكتاب المصريين الذين عاصروه غير انه يشترك معهم في انه حبيس اهتماماته الوجودية فموضوعة الرئيس المتمثل في سير غور الجانب الاسود للجنس يمكن ان يكون طريقًا سهلًا للشهرة والمتعة لكن تناوله البارع للموضوع واهتمامه بتقصي اتجاهات المجتمع الخفية جعله قضية جادة ومعقدة وقد نقل تناوله الشجاع والعميق لجوانب هذا الموضوع المختلفة في القصة العربية القصيرة الى ارضية جديدة واوجد طرقًا جديدة للتعامل مع قضايا معقدة ومحرمة فقيم الكبت التي تسيطر على طبيعة الجنس في المجتمع العربي أصبحت موضوع تساؤل ذلك انه ينظر اليها على انها قيود لا معنى لها تفقر قيمة حياة الفرد اما اشكال العلاقات الجنسية غير المشروعة فيصورها على انها اعراض لنفس التشوهات الا انها اشد تطرفًا ويعالج التكرلي مع المسألة الجنسية موضوعات أخرى متعددة ومتنوعة مثل اسكال الاضطهاد السياسي وتأثيرها على الفرد والمجتمع قسوة الحياة وامكانية اضرار الفرد لنفسه قدرة البسطاء من الناس على الاحساس بمشاعر غنية ومعقدة أو أظهار خصال بطولية تضفي على فشلهم بعدًا تراجيديًا ويصور التكرلي خصائص الحياة في المجتمع العراقي ونبضها الحقيقي وروحها بكثير من العطف والحب ويرفعها الى مستوى خبرة كونية لاخرى ومكنته من حجب الحضور التأليفي وتقمص رؤى الشخصيات وأبعادها وأصواتها في كل قصة وأتاحت له خبرته أيضًا استعمال تيار الوعي بشكلية المختلفين الحوار الداخلي والحوار المروي وهي خاصية يشترك فيها مع الكاتب السوري زكريا تامر