إن الاهتمام بالجانب الاقتصادي يأتي ضمن الأولويات التي اهتمت بها دولة الإمارات، إذ حرصت على إنشاء المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة اقتصادياً، على غرار مجالس سيدات أعمال الإمارات ومجالس سيدات الأعمال في كل إمارة. وارتفعت مساهمة المرأة الإماراتية في القطاع الخاص، وذلك مع زيادة عدد المشاريع التجارية المملوكة لسيدات الأعمال المواطنات البالغ عددهن 12 ألفاً إلى 22 ألف مشروع، باستثمارات تزيد على 45 مليار درهم، وتشكل سيدات أعمال الإمارات نحو 21% من إجمالي سيدات الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي،تهتم دولة الإمارات العربية المتحدة بتأمين فرص عمل للمرأة، وتشير الإحصاءات الرسمية بأن النساء يشغلن نحو 66 % من الوظائف الحكومية في الدولة ونحو 37, وهناك ما يقرب من 11 ألف مشروع استثماري تديره سيدات أعمال تربو قيمتها على أربعة مليارات دولار. تشير الإحصائيات المنشورة عن وزارة الاقتصاد إلى ارتفاع عدد الإناث المواطنات (15 سنة فأكثر) في قوة العمل من 15,729 عام 1995 إلى 49, أي شكلت 22% من إجمالي القوة العاملة المواطنة عام 2006، كما ارتفعت نسبة مساهمة السكان الإناث المواطنات في إجمالي القوة العاملة المواطنة من 5.4% عام 1995 إلى 11. وتعمل المرأة في الإمارات بكفاءة واقتدار ضمن الكوادر الوطنية العاملة في مجال أبحاث الفضاء الخارجي، وفي منظومة وكالة الإمارات للفضاء، إضافة إلى عملها في قطاعات استراتيجية تنموية جديدة تقوم على اقتصاد المعرفة والإبداع والابتكار، من بينها الطاقة المتجددة والطاقة النووية للأغراض السلمية وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية وتكنولوجيا صناعة الطيران وتكنولوجيا صناعة الأسلحة العسكرية. لمجلس سيدات أعمال أبو ظبي، لعام 2016 مشاريع استراتيجية وتشغيلية، ويأتي في مقدمة هذه المشاريع تأسيس نادي ريادة الأعمال المبتكرة والذي يهدف إلى نشر الوعي بثقافة الإبداع والابتكار في ريادة الأعمال وتشجيع المرأة على توليد الأفكار المبدعة ليتم تطويرها وتنفيذها ومتابعتها من قبل المجلس وبما يعزز دور المرأة الاقتصادي ومساهمتها في عملية التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.ومن الشخصيات البارزة في القطاع الاقتصادي بالإمارات الشيخة لبنى القاسمي. فمن موظفة حاصلة على جائزة التميز الحكومي في دبي، إلى وزيرة للاقتصاد والتخطيط في الدولة، لتتولى بعد ذلك حقيبة التجارة الخارجية، وغيرها من المهمات الرفيعة الأخرى في دولة الإمارات، إلى أن أصبحت أخيراً وزيرة للتنمية والتعاون الدولي، تلك هي المراتب التي تختصر جانباً من مشوار الشيخة لبنى القاسمي أبرز الأسماء النسائية الإماراتية والعربية في السنوات الأخيرة، والتي تضعها مجلة «فوربس» الأميركية كأقوى وأول امرأة عربية في العالم ضمن القائمة الرئيسة لأهم الشخصيات العالمية النسائية، التي ضمت 100 سيدة في العالم، فكانت أول فتاه إماراتية تحصل على جائزة «التميز الحكومي» التي كانت منذ 15 عاماً حكراً على الرجال، على ايدي الإماراتيات أنفسهن، ولتصبح أيضاً أول وزيرة في الإمارات التي تضم تشكيلتها الحكومية اليوم 4 وزيرات.ومن عالم الاقتصاد والأعمال أيضا، يبرز اسم الشيخة هند عبد العزيز القاسمي التي استطاعت خلال مسيرتها أن تترك العديد من البصمات في مجال الأعمال في دولة الإمارات، بهدف العمل على توفير الدعم والمساندة للمرأة في المجال الاقتصادي والاستثماري في شكل دائم. وخلال مشوارها، شغلت الشيخة هند العديد من المناصب، من أهمها رئاسة مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات، حيث قدمت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة كسيدة أعمال، وعنصر فاعل في بناء الاقتصاد الوطني. واختيرت القاسمي خبيرة بالأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية لمنطقة الخليج، كأول سيدة تشغل هذا المنصب الرفيع. ولم تقتصر إسهامات الشيخة هند القاسمي الحاصلة على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية على مجال الاقتصاد فحسب، بل اختارها مجلس إدارة مركز دراسات مشاركة المرأة العربية الذي يتخذ من باريس مقراً رئيساً له، سفيرة النوايا الحسنة لبرنامج التنمية العلمية والإنسانية الموجّه إلى تلبية احتياجات المرأة الإنسانية في جزر القمر. كما تبوأت منصب الخبير التربوي للمكتب الفني لوزير التربية والتعليم في الإمارات.