التي تساعدها على استعادة القسطنطينية من قبضة اللاتين. الامبراطورية المشردة على التمكين لنفسها في آسيا الصغرى، كذلك تكونت امبراطورية ثانية فى المنفى فى طرابيزون على البحر الأسود، وعلى رأسها سيد من أسرة كومنين. وبقيت هذه الامبراطورية حتى القرن الخامس عشر. هذا، فضلاً عن امارات بيزنطية تكونت بجهات لم تصل إليها أيدى زعماء الحملة الصليبية الرابعة . وتكمن أهمية هذه الدول البيزنطية فى أن النجاح الفجائي السريع الذي أحرزه الصليبيون الغربيون لم يكن من المنتظر أن يستمر . بل لم يكن من المنتظر أن تظل الدولة الصليبية على أنقاض الامبراطورية البيزنطية القوية . وكانت هذه الحكومات البيزنطية فى المنفى مصدر متاعب وقلاقل لدولة اللاتين في القسطنطينية. وكانت هناك مصادر أخرى لمتاعب اللاتين في بيزنطة، منها الدولة البلغارية التي كانت قد أخذت تتكون من بلغاريا فى أواخر القرن الثاني عشر. وكانت تلك الدولة عدوة للامبراطورية البيزنطية التي قضت على استقلال البلغار في القرون الماضية . وقد رحبت هذه الدولة البلغارية بمقدم الحملة الرابعة والقضاء على عدوتها الدولة البيزنطية. وكان ملك البلغار في ذلك الوقت بأمل أن يحالف القوى اللاتينية الجديدة، وأن يسود وبين اللاتين فى بيزنطة حسن الجوار ولكن زعماء الدولة الصليبية كانوا يتمون موقفا صلبا حبال الشعوب البلقانية وشعوب الشرق الأدنى. بل لم تلق عطفا ووعودا خلابة لم تبلث أن ذهبت ادراج الرياح بعد مغادرتها الجزيرة . وتولى الامبراطورية البيزنطية فى نيقية بعد قيودور لاسكاريس سنة ١٢١٢ م الامبراطور دوماكس فاتاتزيس (۱۲۲۲ - ١٥٤م) . وإليه يرجع الفضل الأكبر في القضاء على امبراطورية اللاتين في القسطنطينية . فهو الذى خالف البلغار، وهو الذي أخرج اللاتين من آسيا الصغرى سنة ١٢٤١م ، وهو الذى استمال الامبراطور فريدريك الثاني إليه بزواجه من ابنته سنة ١٢٤٤ ، وكان ذلك الموقف توفيقا حالف الدولة البيزنطية التي كانت تنظر إلى الدولة الغربية دائماً بنظرة المغتصب للمقام الامبراطور والمنصب وقد رحب فريدريك بالتحالف مع البيزنطيين، ذلك أنه كان يرحب بالاتفاق مع اى قوة تعادى البابوية . وكايت البابوية وقتها في صراع عنيف ضد الامبراطور فريدريك الثاني على المسائل الدنيوية. فضلا عن أن الأمبراطور الالمانى كان كارها لبعض الجمهوريات الايطالية ومنها البندقية ذات المصالح الكبرى. فكانت هذه فرصة مواتية لأن بجد الامبراطور فريدريك الثانى فى الدولة البيزنطية فى نيقية ميدانا لمساعدته في صراعه ضد خصومه،