خان الخليلي رواية تنتمي إلى تيار الواقعية في أسلوبها وطريقة سردها، فما الخصائص السردية التي تتميّز بها؟ وما وظيفة الراوي الواقعي فيها؟ وما حجم الدور الذي أداه في هذه الرواية؟ إذ بدأ محفوظ روايته بتوثيق تاريخ بدء الأحداث والذي كان عام 1941 أثناء الحرب العالمية الثانية، وبهذا أصبحت خان الخليلي رواية واقعية موثّقة بتاريخٍ حقيقي جعل من بداية أحداثها منطقية نظرًا لما كان يعيشه أهل مصر في ذلك الوقت. وبما أن راوي هذه الرواية يمتاز بالواقعية، إذ كان يفكر في كيف سيرد عليه وما محور نقاشهم التالي، وأما الآني فقد تمثّل في أول وجبة لأسرة أحمد عاكف في خان الخليلي ونقاشهم حول الحي الجديد. كما كان يظهر حقيقة مشاعر أحمد عاكف وغيرته ممن سبقوه في العلم. قدرة الراوي الواقعي على إظهار بواطن الشخصيات وما تخفيه من مشاعر جعلته يخلق للرواية أبطالًا إشكاليين يسيّرهم بالطريقة التي يشاء. من الأمثلة على ذلك عندما قدّم لنا شخصية نوال وعلّق عليها ووصفها بخفة الروح، إذ حلّل علاقات الأبطال ببعضهم كعلاقة أحمد عاكف وأخوه رشدي. فهو لا يكتفي بسرد الأحداث، بل يكون هو المتلاعب والمسيّر لها من خلف الستار. تحليل دور الراوي الواقعي وضّح لنا أن الميزات التي يمتاز بها الراوي الواقعي عن غيره من الرواة، فكان واقعيًا بتدخلاته وطريقة تسييره للأحداث وتفاعله معها،