العربي بن مهيدي (1341 - 1376هـ /1923م-1957م) الملقب أيضا بـ «العربي الحكيم»، ولد في أحواز مدينة عين مليلة (التابعة حاليا لولاية أم البواقي) و أعدم بلا محاكمة بعد التعذيب على يد بول أوساريس. الذكرى السبعين لاندلاع الثورة الجزائرية، بعد أن كانت الرواية الفرنسية منذ 67 عامًا تصرح أنه قد انتحر في زنزاته. هو ابن عبد الرحمان بن مسعود العربي بن مهيدي و أمه عائشة قاضي بنت حمو، بدوار الكواهي الذي يبعد عن مدينة عين مليلة بـ 10 كيلومتر. كان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية والوطنية، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام ولاسيما الأفلام الحربية والثورية كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري له قبل اندلاع الثورة، كان بن مهيدي يهوى المسرح والتمثيل، فقد مثل في مسرحية "في سبيل التاج" التي ترجمها إلى اللغة العربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي وكانت مسرحيته مقتبسة بطابع جزائري يستهدف المقتبس من خلالها نشر الفكرة الوطنية والجهاد ضد الاستعمار. كان ابن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية، ولقد كان هذا الرجل يستعمل كل الأساليب العصرية والحديثة لخدمة الجزائر التي فداها بدمه وروحه فقد كان رمز الرجل الذي يحب وطنه ويلتزم بمبادئ دينه ويعيش عصره وينظر إلى المستقبل ويفكر في كيفية بنائه، بعيد كل البعد عن كل ما يشينه. كان من أقطاب الوطنية ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب العصر، فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية، لا يفكر في شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاده الجزائر، رجل دوخ وأرهق الاستعمار الفرنسي بنضاله وجهاده على بلاده ودينه.