ويلاحظ أن المجتمع يضيف لبعض الأعراف بالمجتمع القداسة والتعظيم؛ هما ينعكس أثره على سلوك المجتمع في تلك الفترة، وكانت العائلة تعد ذات أهمية كبيرة في تحقيق هذا الضبط الاجتماعي، كما تهدف إلى إحاطة الفرد بالسلوك المستحسن والمستهجن في المجتمع فتزين له المستحسن وتقبح المستهجن؛ كما أن سيادة الرأي العام خلال تلك الفترة يُعد من أهم وسائل الضبط الاجتماعي على مستوى المجتمع كله؛ لذلك كان الفرد يخاف على سمعة ومكانة أسرته من التعدي على السلوك العام السائد، لأن الأسر يصيبها السخرية والاستهزاء والتهكم من المجتمع عند تعدّي أحد أفراده على أي قيمة اجتماعية والمجتمع في ذلك الوقت لا يرحم من يخل بالقيم، فأحيانا يكون عقاب المجتمع إطلاق الشائعات وتداولها ضد كل من تسول له نفسه الإخلال بالسلوك العام، وقد يلجأ المجتمع إلى التشهير بالأسر التي يتخطى أفرادها القيم والمبادئ الاجتماعية (4).