ولكن متاخرا بعض الشيء اذ كان اول تدريس له في جامعة لندن عام 1932 هذا بالرغم من ان جامعة انجليزية اخرى هي جامعة ادنبرة EDINBURGH كانت قد سبقت الجامعات البريطانية جميعا الى ادخال تلك المادة بين العلوم التي تقوم بتدريسها الى الطلبة من قبل ذلك بكثير أي منذ عام 1879 وهكذا فانها لم تتاخر كثيرا في المانيا لا بحوالي خمسة وثلاثون عاما فقط . وقد جرت العادة – داخل اورقة الكليات الجامعية والمعاهد المتخصصة لدراسة الفن ان تشتمل مقررات منهج هذا الموضوع أي تاريخ الفن على الموضوعات التالية : 4- الفنون التطبيقية : APPLIED ARTS . ولما كنا نحن العرب لسنا احفاد الاوربيون كان الزاما علينا معرفة جذور حضارتهم القديمة التي لاينفكون يتفاخرون بها ولما كنا نحن كذلك احصاب حضارات قديمة باهرة ليست اقل شأنا ومجدا من حضارة اليونا والرومان ، فاننا نكتفي وحقا فعلنا وبدراسة تاريخ الفن اليوناني والروماني لمعرفة نجاحاتهم وانجازاتهم واضعين في الاعتبار حجم الانجاز الحضاري الشرقي لحضارات العراق وسوريا ومصر القديمة ومدى تاثيرة على البدايات المبكرة لكل من الفنين الاوربيين . واذا سمحنا لانفسنا لانفسنا اليوم ان نتسال كما فعل المئات من الباحثين من قبلنا عن ماهية الفن او ماهي الفنون ؟ فاننا لم نجد اجابة شافية واحدة . اما مفهوم التاريخ : هو وعاء للتجربة البشرية بكامل جوانبها عبر الزمان والمكان . هو التاريخ البصري الاستاطيقي لتجارب الانسانية ووسائلها في التعبير عن ذاتها او تسجيل انتصاراتها او تحقيق طموحاتها في الحياة . الذي يسهم في دفعة للتقدم والرقي . فالتاريخ هو وعاء التجربة البشرية بكل معانيها ومن خلاله يمكن قراءة الماضي والافادة منه حاضرا ومستقبلا . الفن هو افضل طريقة للتعبير التي توصل اليه الانسان عبر العصور المختلفة . كيف كانت طقوسهم وشعائرهم ودياناتهم مما يحبونه وما يكرهونة ، كل ذلك نتعرف عليه حينما ندرس الفنون التي تركتها تلك الحضارات . فلم يعد أي نشاط انساني بالاستقرار كما عرفت به الفنون سواء كانت عمارة او فنون جميلة او تطبيقية . والفنون تحكي لنا عن تاريخ الانسان من خلال مئات والاف السنين كما تمدنا بالمعارف والمعتقدات والاخلاق والقوانين والعادات الحالية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية السائدة في عصر من العصور . فقد صنع الانسان اشياء تمس حاجته واهتمامة لاضفاء البهجة والراحة على عالمة وحياته اليومية وذلك في صور اشكال ورموز كلغة عالمية لها ابجديتها واسسها وعناصرها الخاصة لتبليغ معتى او رسالة او هدف ، ويحول الفن في جميع نشاطاته الاساسية ان يحدثنا عن شيء ما حول الكون او حلول المجتمع او البيئة او حول الانسان او الفنان نفسة . وعالم الفن هو نهج للمعرفة ذو قيمة للانسان والفن الاصيل وراسخ لانه ينبع من النفس البشرية من الارض والمعتقدات والماضي والتاريخ وعندها نقر بان الفن طريقة متوازية للمعرفة بل وانه متميز على سائر الطرائق التي بواسطتها يتوصل الانسان الى فهم كونه وبيئته ومجتمعة ونفسة ، عندها فقط يتاح لنا تقدير اهمية الفن في تاريخ الانسان .