وجود هذا الهدف لم يحفز الهمم على العمل فحسب، وإنما أسبغ نوعاً من التوحد والمنطقية على مناشط الحياة كلها، ميزة هذا الهدف للحياة أن الأهداف الأخرى جميعها، سيطرة هذا الهدف على حس الناس ومشاعرهم وتصرفاتهم وحساباتهم كان باستمرار يشكل مخرجاً حيث لا مخرج، فهدف على هذا المستوى يُضحى بالحياة كلها من أجله، وجود هدف يسمو على مطالب الحياة الدنيا ، فيتجاوز كل أسباب الألم والضيق؛ والغاية الكبرى من الوجود على هذه البسيطة ؟ . يمكن أن نقسم الناس تجاه هذه المسألة إلى ثلاثة أقسام : قسم فقد الاتجاه نحو الغاية، قسم يعرف الغاية، ويعد العمل على الوصول إليها ذا أولوية مطلقة في كل ما يأتي ويذر، وإلى القسمين الأخيرين ينتمي كل من هو داخل حظيرة الإسلام .