عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وصحابي جليل من الصحابة الذين شهدوا مع النبي ﷺ مراحل الدعوة الأولى. تميز عمر بشخصيته القوية، وقدرته على اتخاذ القرارات الصائبة في أصعب الأوقات. سمي بـ “الفاروق” لأنه فرق بين الحق والباطل، وكان له دورٌ محوري في بناء الدولة الإسلامية. سنستعرض حياة عمر بن الخطاب منذ هجرته إلى المدينة المنورة، مرورًا بجهاده مع النبي ﷺ، وصولاً إلى مبايعته بالخلافة وإنجازاته الكبيرة. لم تتحقق الدولة الإسلامية بصورتها المثلى في عهد أيٍّ من عهود الخلفاء والحكام مثلما تحققت في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي جمع بين النزاهة والحزم، ونجح الفاروق (رضي الله عنه) في سنوات خلافته العشر في أن يؤسس أقوى إمبراطورية عرفها التاريخ، بعد سقوط إمبراطورتي “الفرس” و”الروم” – لتمتد من بلاد فارس وحدود الصين شرقًا إلى مصر وإفريقية غربًا، ومن بحر قزوين شمالا إلى السودان واليمن جنوبًا.