بفصل لكل منهم لأننا لم نظفر بالمادة الفنية الظاهرة الألسنية الطاغية على أسلوب كل منهم التي تستأثر بمثل عقد هذا الفصل لكل منهم على حدة، نود أن نثير القول حول ما هو مشترك فنيا بين هؤلاء القصاصين الثلاثة فيما بينهم من وجهة ، فقد أثار انتباهنا، فبالاضافة الى ما كنا لاحظنا في الفصل الذي وقفناه على المعجم الفني لدى الحبيب السائح من أن نباح الكلاب، وابن هدوقة حيث نلفي لديهما مظهرا من بعض ذلك . وما يتكرر في مألوف العادة، ومثل ذلك يقال في بقية العناصر الأخراة المشكلة للمعجم الفني لديه ، فلا نص الا والنور يشكل لحمة خطابه، وقد رأينا بعض ذلك يتمثل أيضا في عدد سبعة الذي تكرر في مجموعتيه زهاء أربعين مرة . من بعض هذه الأصوات التي كان يوظفها الراوية لغاية فنية ، ومنها التعبير عن فقر البيئة، وقد أسلفنا ذلك كله . بل نجده يقطع بسماع ثغائها بكل وضوح (5) . ثغاء الأكباش والخراف» (6). فهو حذاء لا يحمل من صفات الحذائية إلا أنه كان في يوم بعض ذلك . وانما كانت شخصيات السائح ترتفق به في مآرب أخراة شأن الفلاح الذي كان يحزم خصره بشريط من ورق الدوم» (12) . مما يجعلنا نحسب ان الراوية كان يردد لا شعوريا، كما يقول علماء النفس، وغير المحسوس . وهو بذلك كأنه يساهم في تأزيم الشخصية حتى ليكاد يخنقها خنقا. أي في 50% من قصص مجموعتيه المنشورتين ؛ وقد كان هذا العامل الشقي في كل حين تأخذه نوبة من السعال» الضاري حتى جاءت عليه . وهو عمر بن قينة تحت عنوان «مغترب . لفقرها وخلوقة فراشها ، وازدجاج الحاجبين، أما لماذا الشعر الطويل والأسود في الابان ذاته؟ فإننا ألفينا ابن هدوقة تارة يميل في رسم ملامح شخصياته النساء الى اللون الأصفر، يتجسد في كون هذا الشعر : - طويلا ؛ أو التقاء الفاسي معه في كون هذا الشعر، متدلياً على ظهر المرأة لدى سعدى ومنسدلا على ظهرها لدى الفاسي . ثم لما بين الشكلين من علاقة في الممس، فالغاية اذن كانت جمالية ومادية جميعا . في عيناها السوداوان الواسعتان، وتتكرر هذه الصورة في نص عثمان سعدى الذي تمنت احدى شخصيات قصصه وهي تباين عهد الحياة «لو ان عيون فتاة» ترام منظر جميل ذات الاهداب الطويلة الشبيهة بأهداب عيون النائليات كانت تنظر ». العينين بالسواد، والضنى الذي كان يوشك أن يودي به الى نهايته المحتومة . وتبدو كلتا الصورتين هنا صادقة مطابقة للواقع ؛ مبحوحا للضنى الذي كان ضرب جسمه كله، ونحن نحسب ان هذه اللغة الفنية تتلاءم كل الملاءمة مع المضمون الثوري الذي يميز هذه النصوص السعدوية ؛