اختار الملوك وزيرا من أعوانه وقد خصه بحبه وأولاه ثقته فكان يركن إليه في كثير ون شؤون الدولة كما أسند إليه تصريف كثير منها وكان هذا الوزير بعيد النظر وقد جهد حياته كلها في إرضاء ربه وخدمة ملكه ولكن الوزير لم يسلم من ألسنة المفسدين والدساسين فقد ذهب رجل إلى الملك ذات صباح وقال له مولاي إن وزيرك الذي تثق به هو عدو لك مبين فإنه دائن لجميع أهل المدينة وقد اشترط على مدينيه أن يوفوا ديونهم حينما يموت الملك العظيم فهو لايريد لك طول الحياة فلما سمع الملك حديث الرجل آلمه أن يخدع في الوزير بعد طول ثقته به وحبه له فناداه يوما ونظر إليه نظرة المغيظ الموعد فأدرك الوزير أن قلب الملك قد تغير ثم لم يلبث الملك أن قال له إنك تظهر لي المودة وتضمر السوء وهنا أيقن الوزير أن امر إقراض الناس ماله هو الذي بلغ الملك فرأى أن التصريح بالحق أجدى من الكتمان فقبل الأرض ثم قال إنك تسألني يامولاي وأقول الحق حتى تنجلي الغمة إني أردت أن يصفولك حب رعاياك جميعا وأن يتمنوا لك السعادة وامتداد الاجل فإني حين جعلت من موتك موعدا لوفاء ديونهم كنت أدرك أنهم سوف يدعون لك بطول البقاء ودوام الهناء فلما سمع الملك كلام وزيره سره حسن قصده وعادت إليه ابتسامته وتفتحت أساطير وجه كالوردة النضرةإشراقا ونورا