ثمةَ تاريخ حافل سجله الشاعر الإماراتي حمد بن خليفة بوشهاب، ليس بما يتصل بذاته فحَسبْ، و إنما بما فيما يتعلق كذلك بالوطن والإنسان، حتى تلك اللحظة التي وقف فيها بين يدي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعدا ذلك من إسهاماته الجليّة في تاريخ الصحافة والإذاعة والتلفاز الشعري، إذ أصبحت تقاسيمه البدوية وملامح سيرته العطرة وقوافيه كافة، تدلل على حكمته وسدادة رأيه، فضلاً عن سمات أخرى كلها تعبر عن شخصية واضحة واحدة،ولد الشاعر حمد بن خليفة بوشهاب في عجمان عام 1933، في منطقة تقع وسط عجمان، يُقال لها آنذاك «الفريج الوسطي»، ويرجع نسب من سكنوها إلى أصول فلاحية.كانت حافظة بوشهاب قوية منذ صغره، إذ أخذ يحفظ ما يقولون، ويكتبه ليبدأ بنفسه بالكتابة، ثم دخلت عجمان نهضة علمية حيث بدأت المدارس الشبه نظامية تُبنى فيها، وكان على رأسها مدرسة «المحمدية»، فأكثر من القراءة وداوم على الكتابة، حتى صُقلت موهبته الشعرية وازداد توهجها.أحب الشاعر حمد بوشهاب، و بعد ذلك بدأ يكتبه متغنياً به، خاصة بعد أن ذهب الشاعر مع والده إلى «سقطرة» حيث تعلم «الطواشة»، أي فنون بيع وشراء اللؤلؤ، التي ساعدته عندما عاد لموطنه على فتح بقالة، ثم ذهب بعد ذلك إلى الكويت، حيث اشتغل هناك كاتباً للغواصين في السوق، وواصل بوشهاب رحلته إلى السعودية وعمل كاتباً عند أناس يعرفون ب «الجلاهمة» في الدمام، ثم توجه إلى البحرين وعمل هناك لفترة بسيطة، وأخيراً عاد إلى أرض وطنه دولة الإمارات العربية المتحدة، لينتقل من عجمان إلى دبي، حيث عمل عند التاجر الكيتوب ضابطاً للحسابات، واختلط بشعراء وأدباء إمارة دبي ونوّع في تجربته الشعرية على أيديهم.كما تأثر الشاعر كثيراً بالمتنبي وشغل في ذائقته حيزاً واسعاً لسنوات طوال، وكان لذلك أثر إيجابي في حياة الشاعر، حيث أصبح سيّد الحكمة في القصيدة، وقابضاً على جمرة الأصالة في الزمن الاستهلاكي.