"ما أغرب الـتأمل تحت هذه القبة الزرقاء"هكذا راح الصغير يردد في دهشة ملحوظة وهو ينظر إلى أعلي، كانت الشمس قد بدأت تنزوي وراء الأفق، وتركت خلفها ضوءاً ذهبياً تستريح له الأعين. تحولت القبة الزرقاء إلى اللون الأسود. وراحت نقاط من الضوء تبرز على استحياء،لم يكف " محمد" الصغير عن النظر إليها وراح يتساءل: أي إجابة عن سؤاله الذي يلحُ عليه منذُ أيام،أسأل رفاقي في كُتابِ المدين؟ وحين سألهم رد أحدهم قائلاً: النجوم بعيدة لأنها.قال الشيخ: هذه الأسئلة ستظل بلا أجوبة فلا تتعب نفسك.‏Loading…ظل الإلحاح يطارد صديقنا المولودعام (240هـ - 854م) في هذه المدينة "بتان" التي تطل على أحد روافد نهر الفرات. وعرف أن في هذه المدينة عالماً جليلاً،يجب علينا أن نقترب منها فكيف يقترب الإنسان من هذه النجوم؟ وجاءت الإجابة أكثر غموضاً: الأمر سهل.وراح الصغير يسأل ما المرصد؟ فعرف أنه  المكان الذي ينظر من خلاله العلماء إلى السماء، ومعهم أجهزة متطورة، يمكنهم بها رؤية النجوم أكثر قُربًا من الرؤية بالعين المجردة. وأن لهذا العلم رجالا يهتمون به، يسمون "الفلكيين"، وأن رئيسهم يدعى "سند بن علي”.وفي اللقاء الثالث بين الشاب البتاني، وبين رئيس الفلكيين، كان السؤال: سيدي العاَلُمِ الجليل، وهو يستمع إلى الشاب الملئ بالحماسة. وقال فكرة. في تدُمرَ هناك مرصد. أن يكون أكثر اقتراباً من النجوم، أن يراها أكثر وضوحاً، وأكبر حجماً.