طبقة رِجال الدِّين: وتمثَّلت برِجال الكنيسة، وتُعتبَر كنيسة فرنسا مُؤسَّسة ضَخمة ذات مَوارِد ماليّة كبيرة جدّاً، كما أنَّها تمتلك نحو 10% من إجمالي الأراضي الفرنسيّة، وكانت تَدفُع مَبالِغ زهيدة للملك مُقارنة بالمَبالِغ المُقرَّرة عليها، عِلماً بأنَّ طبقة رِجال الدِّين انقسَمت إلى طبقتَين، هما: كبار رِجال الدِّين، وصغار رِجال الدِّين، وكان الفَرْق بينهما كالفرق بين الطبقة الثالثة، فكبار رِجال الدِّين ينحدرون في الأساس من أُسَر النُّبَلاء، وقد صَحِب ذلك كُلّه إهمالٌ للواجبات الدينيّة، كما أنَّهم وصلوا لمراكزهم من خلال المحسوبيّة، ونتيجة لذلك عمّ الفساد في الكنيسة، أمّا صغار رِجال الدِّين فقد أدُّوا واجبهم على النحو الأمثل؛ فاستحقوا بذلك المَدح والثناء، كما أنَّهم عاشوا في ظروف تُشبِه ظروف الفلّاحين، وقد انحازوا إلى الطبقة الثالثة عند اندلاع الثورة الفرنسيّة. طبقة النُّبَلاء: تقلَّد أعضاء هذه الطبقة المَناصِب العُليا في الكنيسة، إلّا أنَّهم لم يكونوا كطبقة رِجال الدِّين من حيث الغِنى والقُوَّة؛ حيث عاشوا حياة بسيطة في أملاكهم في المَناطِق الريفيّة، تمتَّع النبيل الفرنسيّ بالكبرياء، وقد كانت صِفة كبرياء النبيل الفرنسيّ قُدوَة لنُبَلاء أوروبا، أمّا الامتيازات فقد كانت نَقمة على فرنسا؛ لذلك سعى الثوريُّون في ثَورتهم إلى إلغاء الامتيازات وليس المُلكيّة. الطبقة الثالثة: وهي تضمّ أيّ مُواطِن لا ينتمي إلى أيّ من الطبقتَين السابقتَين، وهي: البرجوازيّون: وهي تضمّ الكُتّاب، ويُعتبَر أعضاء هذه الطبقة من أشدّ المُعارِضين لامتيازات السُّلطة الحاكمة، ومنها بدأت بُذور الفِكر الثوريّ. الحِرفيّون: وهم من يعيشون في المُدن، ويُشكِّلون أقليّة محدودة التأثير. الفلّاحون: وهي الفِئة الغالبة في الطبقة الثالثة، حيث تقع على عاتق هذه الفئة أعباء الحياة،