قم بتلخيص هذا الموضوع بشكل مختصر غير مخل بالمعنى الاساسي للموضوع. الحرية نقيض الإلزام ولكنها ، قيود باهظة وأمانة صعبة ، فكيف يتصور أن نعطل حرية الفن ونقيده بأغلال الإلزام ، فهل كان في تمرده إنما يلتمس النجاة من براثن الاستغلال الطبقي أو الإقطاعي أو الرأسمالي، هكذا تقول النظرية الماركسية في التفسير المادى للتاريخ لكنها لا تعطينا تفسيراً مقنعاً ، بحيث لا تعود مجرد صراع حول المادة أو تنازع على البقاء المادى ، فأذكر على الفور أن " نظرية دارون " تقف بهذا الإنسان عند نهاية شوط طويل على مدرجة تطور استغرق ملايين السنين ليترقى من طور الحيوانية ، ومفهوم الحرية في الأدب والفن ، بل هي في صميمها أمانة صعبة ومسئولية باهظة وقيود صارمة وأخطر ما تتعرض له الحرية - فى أى مجال لها هو الجهل بتبعاتها ومسئوليتها ، و اختلاط مفهومها بشوائب ضالة من الفوضى والتحلل والإفلات . وجوهر الفرق بينها وبين العبودية أن قيود الحر مفروضة عليه من تلقاء نفسه ، وحين تمارس حرية الكلمة في المجال العام تزيد مسئوليتها خطراً ، تبعة المشاركة في التوجيه الفكرى للأمة والتأثير على وجدانها العام ، وعلى وجودها المعنوى الذى هو مناط سلامتها وحياتها . وينزع منه زمام القيادة المعنوية التي تعتمد عليها الأمة في حماية وجودها وحراسة مثلها ومن الجانب الموضوعي ، لا يجوز أن ننسى أن حرية الأديب هي حرية فرد في مجتمع وليست حرية فرد في الخلاء وكما أن ممارسة الأديب لحريته كاملة ، لا تنفى بحال ما التزامه بقوانين الفن فإنها لا تنفى كذلك مسئوليته عن سلامة المجتمع الذى ألقى إليه زمام القيادة الوجدانية . إن الأديب بشر غير معصوم : يجوز عليه ما يجوز على البشرية من خطأ وزيغ وضلال ، لكن يقال معه إن الأديب إذا خان قومه ، لأن ارتباطه بالجماعة هو مقياس إنسانيته ، كما أن خيانة جندى يبيع سيفه الأعداء وطنه ، والنظر في الأدب الثورى ، مسئولية ضمير وأمانة كلمة وتبعة حرية وهذه قضية تستحق أن نفردها بحديث خاص ،