لم يزل أبو مسلم شاقاً طريقه إلى الأمام، طريق التعليم والعمل والاجتهاد لدين الله، قد أثقلت كاهله الأعمال الملقاة على عاتقه، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، مستغلا ما آتاه الله من نعمة البيان والفصاحة في استنهاض إخوانه المسلمين أينما كانوا؛ فينشروا العدل في أصقاع الأرض ، وترتفع راية الإسلام عالية خفاقة ، وما زال هكذا دأبه - رحمه الله - حتى وافته المنية في شهر صفر سنة 1339هـ بعد أن عاش اثنتين وستين سنة قضاها في خدمة العلم والأدب ولزوم طاعة الله والدفاع عن الإسلام ، وكانت وفاته بمدينة زنجبار بإفريقيا الشرقية فرحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته . وكان آخر ما دبج يراعه وجادت به قريحته في فن القريض ( ثمرات المعارف ) تخميس لميمية الشيخ العالم الرباني سعيد بن خلفان الخليلي- رضي الله عنه- فقد سال بها قلمه يوم 28 من محرم 1339هـ أي قبل آخر عهده بالدنيا بثلاثة أيام،