حفر بئر زمزم أسندت السقاية والرفادة إلى هاشم بن عبد مناف، وشرف في قومه شرفًا ثم رأى عبد المطلب في المنام أنه يؤمر بحفر بئر زمزم ووصف له موضعها، وكانت قد دفنت من زمن بعيد، فقام يحفر فوجد فيه الأشياء التي دفنها قوم جرهم حين رحلوا عن مكة وكانت سيوف ودروع وغزالين من الذهب، فصنع من الأسياف بابا للكعبة، وأقام على نازع زعماء قريش عبد المطلب فيها وقالوا له: أشركنا. قال: ما أنا بفاعل، فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمة إلى كاهنة فلما كانوا في الطريق نفذ الماء، ولم ينزل عليهم قطرة منه، وحينئذ نذر عبد المطلب لئن آتاه الله عشرة أبناء، ليذبحن أحدهم عند الكعبة شكرا الله على نعمته عليه. فقيل : إنه أقرع بينهم أيهم يذبح ؟ فوقعت القرعة على عبد الله، فأخذه عبد المطلب وأخذ الشفرة، ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه، فمنعته قريش، خاصة أخواله من بني مخزوم، وأخوه أبو طالب. فقال عبد المطلب: فكيف أصنع بنذري ؟ فأشاروا عليه أن يأتي عرافة فيستأمرها، فإن خرجت على الإبل نحرها،