تتناول هذه الدراسة قراءة الشعر العربي القديم من منظور حداثي، مُشددةً على ضرورة إعادة قراءة التراث النقدي وفق رؤى منهجية معاصرة. يرتكز الشعر العربي القديم على عناصر أساسية كـ "مذهب العرب" في تأسيس الشعر، واللغة (بجوانبها التداولية والسيميائية والأسلوبية)، والإيقاع (الوزن والبحور)، والصورة الشعرية. يُبرز النص ضرورة بناء جسر تواصل بين النقد العربي القديم والحديث، مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات الفكرية والثقافية. يُقترح إعادة قراءة التراث باعتباره "موجوداً لغوياً قائماً بذاته"، مُؤكداً على تعدد القراءات عبر الزمن. يُقدم النص خريطة مفاهيمية تُوضح العلاقة بين التراث وإعادة قراءته، مع التركيز على ديمومة وجوده وانفتاحه على قراءات متعددة. يُناقش النص العلاقة بين القارئ المعاصر والنص التراثي، مُسلطاً الضوء على التباعد والتشاكل بينهما. ثم ينتقل إلى تعريف "مدار" النص الشعري، مُحدداً إياه بعناصر كالوزن، وتخير اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وصحة الطبع، وجودة السبك، والصناعة، والتصوير. يُقدم النص معادلات تربط بين هذه العناصر ورؤى نقدية حديثة، مُبرزاً أهمية اللغة التصويرية ووظيفتها في الشعر العربي القديم. يُختتم الجزء الثاني بتأكيد على أن الرؤية الحداثية تُمكّن من نقل الشعر من حيزه المصطلحي إلى حيز النظرية الشعرية. أخيراً، يستعرض النص نماذج لدراسات منشورة في البوابة الجزائرية للمجلات "asjp" تُعنى بقراءة التراث الشعري العربي القديم من منظور حداثي، مُشيراً إلى أهمية هذه المنصة في ربط النص التراثي بالقارئ المعاصر. ويُختتم بالحديث عن ضرورة اتباع منهجية مناسبة في قراءة التراث، مع مراعاة السياق التاريخي، والأنساق المعرفية، والتفاعل بين القديم والحديث، مُستشهداً بآراء نقاد عرب معاصرين كـ زكي نجيب محمود.