بالرغم من حرص الشريف حسين منذ إعتلائه شرافة مكة عام ۱۹۰۸ على إظهار ولائه للاتحاديين، لما تمتعوا به من نفوذ داخل الدولة العثمانية، ‎وكانت بريطانيا قد تخلت نهائيا منذ انعقاد مؤتمر برلين الأول عام ۱۸۷۸ وقد ظهر ذلك بوضوح حين قامت إنجلترا باحتلال مصر عام ۱۸۸۲ ، كذلك ذهبت السياسة البريطانية أبعد من ذلك عندما احتضنت وشجعت بعض الشخصيات العربية التي هربت ومعاونته لتدعيم إمارته وضمان بقاء منصب الشرافة في بيت الحسين الهاشمي ذوى (عون دون البيت الهاشمي الآخر (نوى زيد) إذ كانت هناك افكار ترواد الاتحاديون على نقل الشرافة من الشريف حسين إلى الشريف على حيدر من ذوى زيد الفرع الآخر من الأشراف. بالإضافة إلى الحصول على الاستقلال الذاتي عن الدولة العثمانية، نتيجة لتغير الظروف والتطورات على مسرح ‎وقد بدأت الصلات بين الشريف حسين والإنجليز منذ ربيع عام ١٩١٢، وفى مقابلة ثانية تمت بين الأمير عبد الله وكتشنر وحضرها رونالد ستورز السكرتير الشرقي في دار المعتمدية (7) فبراير (١٩١٤)، ومما هو جدير بالملاحظة أن مطالب الشريف حسين خلال هذه المرحلة ولم يكن يدور في خلد الشريف آنذاك فكرة تحرير العرب من السيطرة والاستبداد التركي ومساعدتهم في الحصول على الاستقلال الذاتي. ‎كان يبديها كتشنر خلال مقابلاته مع الأمير عبد الله. عندما بعث كتشنر برسالة ثانية إلى دار المعتمد البريطاني بالقاهرة لإرسالها إلى الأمير عبد الله بعد انضمام الدولة العثمانية رسميا إلى جانب ألمانيا. وقد يمكن أن يتولى منصب الخلافة في مكة والمدينة عربي من أصل عريق، ‎وقد بادرت دار المعتمد البريطاني في القاهرة بإيفاد مندوبا عنها على أفندى أصغر) في نوفمبر ١٩١٤ مزودا بكتاب إلى الأمير عبدالله، فإنها تتجه الآن إلى الدفاع عن الإسلام في شخص العرب النبلاء". كجزء من استراتيجية الحرب العامة لإشاعة الفوضى والاضطراب داخل الولايات العربية، المقاومة الثورة والاضطراب الداخلي، وهو بقاء شبه جزيرة العرب والأماكن المقدسة في يد دولة مستقلة تتمتع بالسيادة التامة في أراضي الإسلام المقدمة شرطا أساسياً من شروط الصلح، وقد نشر هذا البيان في يونيه ١٩١٥ كان على الشريف القيام بسلسلة من الاتصالات بزعماء العرب ورؤساء القبائل العربية، بعد أن أطمان إلى عدم معارضة آل سعود في نجد وبعض أمراء الجزيرة العربية للقيام بثورة ضد العثمانيين. وقد أرسل الشريف أبنه فيصل إلى دمشق في عام ۱۹۱٥، على أن تصبح بلاد هذا الزعيم نواة الدولة العربية المستقلة. التقى خلالها بالزعماء العرب للوقوف على آراءهم ومطالبهم السياسية، ووفقاً لما ذكره جورج أنطونيوس، شمالاً بخط مرسين - لطنة ممتدا إلى أورفه وماردين وجزيرة ابن عمر محدود فارس وشرقا حدود إيران حتى الخليج وجنوبا المحيط الهندي (باستثناء عدن التي تحافظ على وضعها الراهن) وغربا للبحر الأحمر والتي مراسلات الحسين - مكماهون :