يقترح الكاتب اخلاقيات مهنة جديدة على الباحثين في حقل العلوم الإنسانية متوقفا عند خلفياتها ومحتوياتها قائلا : بما أننا لم نعد نتوفر على ضمانات، أيديولوجية أو دينية أو مؤسساتية فما علينا إلا أن نتعلم كيف نستفيد من هذا الذي أسميه حكمة شعبية ، مبرهنة بذلك على استعمال جيد للنسبية الاجتماعية. لا بد أن نسجل أنه حتى إن كانت الدعوات العالمية والوطنية إلى حقوق الانسان محمودة، لا تخلو من سذاجة في أحسن الحالات ومن نفاق في أسوئها، بما بعد الحداثة لن يكون أبدا هو اعتزال الفكر، - تبديل أخلاقيات الـ "ما يجب بأخلاقيات الحرص على التعامل مع الوضعيات جميعها بحسبانها مزيجا من الأشواق أو أشكال الشغف والانفعالات والأحاسيس التي تتشكل من طينتها الظواهر الإنسانية. فضلا عن قدرتها الذاتية على فهم النمو الخاص والحيوية اللصيقة بكل شيء على حدة وعلى فهم الحس المشترك الذي يعبر عنه هكذا نمو والجوانب الحسية التي يحتويها على اعتبار أن تيمة الحسي» غدت الخصيص المائزة لما بعد حداثتنا . إن هذه الموجهات الكبرى هي التي ستفضي بنا إلى التفكير، في سوسيولوجيا جديدة بملامح محددة، يدعو إلى تعويض أداة التمثل بوسيلة التقديم، تقديم و بسط أشياء هذا العالم كما هي في واقع الحال لا بعد اخضاعها لاستقلاب مفاهيمي مشوه: إن التقديم يقنع بعرض الأشياء على البساط، يبسطها بتركها على ما هي عليه والعمل على استخلاص ما تزخر به من غنى ودينامية وحيوية. فلا يمكننا التخلص بشكل نهائي من ظاهرة، قد تكون للحرص على تقديم أشياء هذا العالم بهذه الطريقة تائج ذات طابع أخلاقي، ليس أقلها التعود على ممارسة زهد فكري هد ما عادت تستهويه الفذلكة المضللة عن الأشياء المعطاة للنظر من حل تقديمها،