## محاضرة رقم 7: القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة تُناقش هذه المحاضرة دور الأمم المتحدة في القضية الفلسطينية، حيث استغلت الولايات المتحدة الفرصة لطرح القضية في الأمم المتحدة لتحقيق أهدافها في دعم المشروع الصهيوني وإقامة دولة يهودية. تم تمرير قرارات ضرورية في الأمم المتحدة تحت قيادة الرئيس الأمريكي ترومان لتنفيذ المشروع الصهيوني والحصول على اعتراف دولي به. في المقابل، طالب العرب بإنهاء الانتداب ونقل القضية إلى الأمم المتحدة، لكنهم وجدوا أنفسهم مرة أخرى في مواجهة تحالف دولي تقوده أمريكا. في عام 1947، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورة استثنائية لمناقشة الوضع في فلسطين وقُررت تشكيل لجنة تحقيق دولية (انسكوب) مكونة من 11 عضوًا. رفض العرب تشكيل اللجنة، وقررت الهيئة العربية العليا مقاطعة اللجنة ودعت إلى اضطراب يوم وصولها إلى القدس. أصدرت اللجنة تقريرًا اقترح: 1. إنهاء الانتداب واستقلال فلسطين. 2. حكم ديمقراطي في فلسطين. 3. دستور دولة فلسطين يتضمن مبادئ الأمم المتحدة. 4. فترة انتقالية قبل الاستقلال. 5. ضمان حرية العبادة. 6. وقف أعمال العنف. 7. حل سريع لمشكلة 250,000 يهودي أوروبي. ولكن اللجنة لم تتفق على كيفية تنفيذ هذه التوصيات. أغلبية أعضاء اللجنة دعمت مشروع التقسيم برعاية بريطانيا وإشراف الأمم المتحدة، بينما اقترحت الأقلية تطوير الانتداب إلى دولة اتحادية خلال ثلاث سنوات. رفض العرب المشروعين، بينما قبلت الوكالة اليهودية مشروع الأغلبية بشكل مبدئي. استخدمت الولايات المتحدة كل الوسائل من إغراء ورشاوى وتهديدات للحصول على أصوات لدعم قرار التقسيم. تم التصويت على مشروع الأغلبية في عام 1947، حيث صوت 33 عضوًا لصالحه، و13 ضده، وامتنع 10 عن التصويت. حمل القرار رقم 181 وقسم فلسطين إلى ثلاث كيانات: 1. دولة عربية (42.3%). 2. دولة يهودية (57.7%). 3. القدس وبيت لحم تحت وصاية دولية. في هذه الأثناء، اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على دعوة بريطانيا لإنهاء الانتداب وسحب قواتها من فلسطين. على الصعيد العربي، رفضت الهيئة العربية العليا تقرير لجنة الأمم المتحدة وتوصياتها، مما أدى إلى تظاهرات في فلسطين والبلدان العربية، وصدامات في المدن الفلسطينية، وخاصة في يافا، حددت بريطانيا يوم 31 تموز 1948 يومًا لانسحابها النهائي، وأخبرت الزعامة الصهيونية بذلك سرا دون إخبار الفلسطينيين. انسحبت بريطانيا في نهاية أيار، تاركة الفلسطينيين في حالة فوضى بينما كانت الجالية اليهودية منظمة وقادرة على تولي وظائف الحكومة والإدارة. فشلت جهود الحاج أمين الحسيني في توحيد المجموعات السياسية وتعبئة المنظومة السياسية المشتتة لتشكيل حركة وطنية جديدة. أدت اهتمامات الجماهير العربية بالقضية الفلسطينية إلى تأسيس الجامعة العربية لتوفير آلية لخلق سياسة عربية موحدة تجاه فلسطين. اعتبرت الدول العربية الصهيونية تهديدًا لفلسطين والبلدان العربية، لكن دبلوماسيتها وقراراتها أدت إلى استحواذها على شؤون فلسطين في الجامعة العربية وسلب القرار من الزعامة الفلسطينية. في عام 1942، أنشأت الحركة الصهيونية جيشًا، بينما كانت بريطانيا تقوم بنزع سلاح الفلسطينيين. وصل عدد القوات اليهودية إلى 15 ألف جندي في 1948، ثم قفز إلى 60 ألف في نفس العام. شكل الحاج أمين الحسيني قوة من المتطوعين تسمى "الجهاد المقدس"، كما تشكلت بعض الميليشيات في الريف. شكلت الجامعة العربية جيش الإنقاذ من المتطوعين بقيادة فوزي القاوقجي. لم يكن الفلسطينيون مستعدين سياسياً أو عسكرياً للدفاع عن فلسطين. دخلت وحدات جيش الإنقاذ إلى فلسطين، ولم تعترض بريطانيا على ذلك، تركزت مسؤولية الجيش البريطاني في المناطق اليهودية لحمايتها من أي هجوم عربي. انقسم جيش الإنقاذ إلى ساحتين: 1. المنطقة الشمالية: وحدات من جيش الإنقاذ وجيش الجهاد المقدس. 2. المنطقة الوسطى: أغلبية وحدات الجيش. أُجبر فوزي القاوقجي على الانسحاب في 17 أيار 1948، وتولى القيادة الميدانية في الشمال. هاجم جيش الإنقاذ المستعمرات اليهودية، بينما كانت بريطانيا تتدخل لصالح اليهود. أدت محدودية إنجازات جيش الإنقاذ إلى تغيير خطة الهاغانا لاحتلال المنطقة المخصصة للدولة اليهودية، بما في ذلك القدس. في نيسان 1948، نفذت الهاغانا عمليات واسعة في فلسطين، سقطت طبريا وحيفا ويافا والقدس الغربية وشرق الجليل وبيسان وقرى النقب في نيسان 1948، مما أدى إلى تهجير سكانها. في 14 أيار 1948، أعلن دافيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل، واعترف بها الرئيس الأمريكي هاري ترومان بعد عشر دقائق من ذلك، بينما كانت الأمم المتحدة تناقش مشروعًا أمريكيًا لوضع فلسطين تحت الوصاية الدولية. أعلنت الحكومات العربية دخول الجيوش العربية إلى فلسطين بعد أن أعلن المندوب السامي البريطاني نهاية الانتداب على فلسطين. كان دخول الجيوش العربية نقطة تحول خطيرة على الهاغانا في حرب 1948، تولى الملك عبدالله القيادة العامة للجيوش العربية، ولكن عمل كل جيش بمفرده، طلبت إسرائيل هدنة لالتقاط أنفاسها، وافقت الدول العربية على هدنة مدتها أربع أسابيع، استغلت إسرائيل هذه الهدنة لتحويل الهاغانا إلى جيش الدفاع الإسرائيلي. قبلت إسرائيل الوساطة التي قام بها برنادوت لوقف القتال، ولكن بعد أن استنفدت غرضه من مهمته، اغتاله في القدس. بعد الهدنة، قدم برنادوت مشروعًا توفيقيًا لم يقبله أحد، وانتهت الهدنة واستؤنف القتال. في 15 تموز 1948، أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا بوقف إطلاق النار ("الهدنة الثانية"). قدم برنادوت مشروعًا جديدًا: 1. اعتراف الدول العربية بقيام إسرائيل. 2. تنفيذ الحدود بحسب قرار التقسيم مع تعديلات. 3. ضم الأراضي العربية إلى شرق الأردن. 4. ميناء حيفا ومطار اللد مرافق حرة مفتوحة للدول المعنية. 5. القدس تحت اشراف دولي. 6. حق اللاجئين بالعودة إلى بيوتهم. رفضت إسرائيل هذا المشروع وقتلت برنادوت. بعد سريان مفعول الهدنة الثانية، برز تفكك في الصف العربي إزاء نوايا الملك عبدالله في ضم الجزء العربي من فلسطين. أقام الحاج أمين الحسيني في غزة حكومة عموم فلسطين برئاسة أحمد حلمي بينما احتفظ لنفسه بمنصب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني. عقد المجلس الوطني الفلسطيني في غزة في 1 أكتوبر، ووافق على استقلال فلسطين بحدودها الطبيعية. في نفس الوقت، عقد مؤتمر آخر في عمان يستنكر تشكيل حكومة عموم فلسطين ويدعم الملك عبدالله. بدأت مرحلة القتال الأخيرة، وتم الاتفاق على خطوط الهدنة في رودس في 3 أبريل 1949، ووقع اتفاق الهدنة مع مصر في 1949، وكذلك مع لبنان وسوريا.