والبحث يبحث عن التوافق المثير بين أفكار كلا الفيلسوفين بل وحتى بعض جوانب السيرة الذاتية لهم، فقد عاش كل منهما في عصر انحلت فيه نزع وحدة الفكر إلى مجموعة من الآراء المتناقضة التي تدعى كل منها لنفسها معرفة الحقيقة، ولكن هناك فروق أساسية بين كل من العصر الذي عاش فيه الغزالي والعصر الذي عاش فيه ديكارت تلك الفروق تجعل المهمة الفلسفية لكل منهما تتخذ طابعاً خاصاً يظهر بوضوح في طريقة تفكيرهما. فقد ازحم عصر الغزالي بصفة خاصة بمشكلات دينية متعددة، أما عصر ديكارت فقد اتسم بوجه خاص بالاكتشافات الهامة في مجال العلوم وشروحها مما شكك في الآراء والتصورات المسيحية بوجه عام، ومع وجود هذه الاختلافات بين عصريهما إلا أن الغزالي وديكارت اشتركا في الطريقة الفلسفية الحقيقية التي قادتهما في النهاية إلى الهدف المطلوب بلوغه عند كل منهما.