صبحي غندور في أرجاء البلاد العربية، هو واقعٌ يدفع حتماً ببعض الناس لليأس والإحباط والسلبية والابتعاد عن أيِّ عملٍ عام، بل حتّى على مستوى الحركات السياسية ذات الصبغة الدينية أو القومية، وهذه الأزمات- الكوابي بدأت كلّها في أوطان حملت أحلاماً من أجل التغيير والحرية أولاً، هو قولٌ مأثور يتناقله العرب، وبعض هذه العناصر هو ذاتي في داخل جسم الأمّة، لكن ماذا عن مسؤولية الذات العربية نفسها عمَّا حدث ويحدث من شرخٍ كبير داخل المجتمعات العربية؟. وعن المفكرين والعلماء والإعلامين الذين يُوجّهون عقول “الشارع العربي”؟!. وكذلك المشكلة هي كبرى حينما يكون هناك عمل، إنّ ما تشهده الآن بلاد العرب من أفكار وممارسات سياسية خاطئة باسم الدين والطائفة أو “الهُويّات الإثنية” سيكون هو ذاته، بل هي خلاصة تجارب الأمّة العربية نفسها في العقود الماضية، واختلافات في اللغات والثقافات والأعراق. لكن ماذا بعد وماذا عن المستقبل؟! وهل الحلُّ في السلبية وفي الإحباط وفي الابتعاد عن السياسة وعن أيِّ عملٍ عام؟!. وهل يؤدّي الهروب من المشاكل إلى حلّها؟! وهل سيصلح الإحباطُ واليأس، الحقيقة هي بشكلٍ معاكس، وسيترك الأوطان والمجتمعات فريسةً سهلة للطامعين بها، على مستوى الحكومات والمعارضات معاً. فشعوبٌ كثيرة مرَّت في ظروف مشابهة لكنّها رفضت “الموت السريري” البطيء، فالحالة الأولى هي ظاهرة طبيعية إنسانية موجودة في أكثر من مجتمع. فهي ظاهرة مرَضيَّة تؤدّي إلى تفكّك المجتمع وضعفه وانقسامه. وبين الانعزاليّة الإقليمية التي لا تحقّق أمناً ولا تصنع وطناً قادراً على العيش في عصر العولمة والتكتلات الكبرى. وكما التمييز مطلوبٌ بين الحرص على الولاء الوطني وبين التقوقع الإقليمي،