مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران (توفي 157م) من قبيلة زهران إحدى القبائل الأزدية، ويعرف بمالك بن فهم الأزدي أو الدوسي. حين هاجر إلى عمان مالك بن فهم الدوسي. إثر حادثة جرة لجاره مع أولاد أخيه عمرو بن فهم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران، وبسبب هذه الحادثة تحول مالك بن فهم عن أخيه ولحق بعمان، ويحكي الأزدي تلك الحادثة فيقول: كان مالك بن فهم رجلاً جليلا في قومه شريفاً، وكان سبب خروجه من السراة إلى عمان أنه كان له جار وكان له كلبه فرماها بنو أخي مالك بن فهم فقتلوها - وكانوا أعز من ولده - وكان له من الأولاد تسعة، فغضب وقال : لا أقيم ببلد يُنال فيه من جاري فلا أقدر أن أمنع عنه، ألا مـن مبلغ أبناء فـهـم مغـلغـلة عـن الرجل اليمانيومـبلغ منهبا وبنـي بشير وسـعد اللات والحي الـمدانتـحية نـازح أمـسى هواه بـجنح البحر من أرض عمانفحـلـو بالسراة وحل أهلـي بأرض عمان في صرف الزمانجنبنا الخيل من برهوت شعثاً إلى تـلهاب مـن شرقي عمانوبلعـرنين كـنا أهـل عـز مـلكنا بـربراً وقـرى معان وهاجر معه أخرون من بطون زهران من نسل غالب بن عثمان بن نصر بن زهران ، فما لبثوا أن انتشروا في نواحي عمان جـزاه الله من ولد جـزاء سليمة انه سا ماجـزانياعـلمه الرماية كـل يوم فـلما استد ساعده رمانيفلا ظفرت يداه حين يرمي وشلة منه حـاملة البنانيفـبكوا يابني علي حـولا ورثوني وجازوا من رماني وقال سليمة في ذلك ندما على رميه لأبيه انـي رميت بغـير ثـائـرة بيت المكارم مـن بني غـنمماكـنت فيما قـلت تعـلم من قد احاطت من ذوى الفهمولقد رمبت الركب اذا عرضوا بين التليل فـروضة النجـمفـرميت حـاميهم بـلا علم ان ابـن فـهم مالكا ارمـيفـوددت لو نفع المنـى احدا أنـي هناك اصابني سـهمي بل شكلت منعطفا هاما في مسار التاريخ العماني، ومن خلال تحليل كافة الوقائع والأحداث كما وردت في كتاب (تحفة الأعيان) للمؤرخ العماني الشيخ نور الدين السالمي الذي اعتمد على مختلف الروايات والنصوص الواردة في المصادر التاريخية العمانية (2)، يمكن حصرها فيما يلي: 1- القيادة الواعية والشجاعة: ولا تعوزنا الأدلة المتعددة والمتنوعة للبرهنة على صحة هذه المقولة في التاريخ الانساني: فكثيرة هي الحروب التي استطاعت الفئة الصغيرة أن تحقق الغلبة على الفئة الكبيرة، ويكفي التذكير في هذا الصدد بمعركة بدر الكبرى وغزوة الأ حزاب (3) وملحمة حطين (4) والقائمة تطول. من هذه القواعد والتجارب التاريخية، يمكن تفسير الانتصار الساحق الذي حققه الأزد العمانيون في معركة سلوت تحت قيادتهم الشجاعة المتمثلة في مالك بن فهم. وطلبوا منه أن يتقدم اليهم للمبارزة واحدا تلو الأخر، فنهض اليهم بكل جرأة، وتمكن من حصد رؤوسهم جميعا الا الرابع الذي لم ينجه سوى الفرار بعد أن راعه هول قتل زملائه أمام بصره ليرتد مذعورا نحو صفوف الفرس. وهو ما يفسر قول الشيخ السالمي ابان حديثه عن مواجهته للفارس الثاني من مرازبة الفرس الذين طلبوا منه المبارزة: (ثم حمل الفارس الثاني على مالك وضرب مالكا، فلم تصنع ضربته شيئا، فضربه مالك على مفرق رأسه). 6)، فراغ عنه مالك روغان الثعلب وعطف عليه بالسيف فضربه على مفرق رأسه).