إنّ صناعة السفن في عُمان ليست صناعةً حديثة؛ بل إنّها تعود إلى آلاف السنين؛ حيث كانت تتميّز مراكب عُمان، باستخدام الألياف عوضاً عن المسامير، لربط أجزاء المركب ببعضها البعض، على عكس الشراع العريض المُربع،لم يكتف العمانيون بالتمتع بخيرات البحر، المحيط بهم من نواحٍ عدّة، وصناعة المراكب الصغير، بل خاضوا الرحلات البحرية البعيدة؛ التي بنوا من أجلها السفن الضخمة؛ وكانت هذه السفن تحتاجُ أصنافاً مُعيّنةً من الخشب الصُلب المتين، التي لم تكن تتوفّر في عُمان؛ لكن بحكم علاقة تُجار وبحّارة عُمان الجيّدة مع أهل الهند، تمكّنوا من الحصول على الأنواع المختلفة من الخشب اللازم لصناعة سُفنِهم الكبيرة، ونظراً لصعوبة الذهاب للهند لجلب الأخشاب، كان بعضُ التجارِ يختارون الذهاب إلى حيث يكون الخشب متوفراً في الهند، ثم يعودون إلى سواحلهم البحرية، ويبدؤون رحلاتهم البحرية في عُرض البحر.استمرّت صناعة السفن في سلطنة عُمان إلى وقتنا الحالي؛ وأصبحت هذه الصناعة معروفةً على مستوى الوطن العربي، أهمّ الأحواض المُخصّصة لبناء السفن في السلطنة.منطقة صور شرق عُمان هي أشهر أحواض بناء السفن العُمانية، وهي تبعد عن العاصمة مسقط نحو ثلاثمئة وخمسين كيلو متراً وفيها العديد من المصانع الشهيرة لبناء السُفن، وقد ورث أبناؤها حُبّ هذه المهنة عن أجدادهم وآبائهم.حول طريقة الصناعة فإنّ الباني للسفينة؛ لا ينفّذُ أسلوباً هندسياً جاهزاً، بل يتتبع حدسه الفني في ذلك، وبذلك يتميّز أهل عُمان بحرفيةٍ عالية في بناء السفن، لا تشمل التصنيع فحسب؛ وإنّما إعداد التصميم الفوري للسفينة، فالرسم والبناء يتمّان في وقتٍ واحد.إنّ صانعي السُفن الصوريّة (نسبةً إلى صور) يُزيّنون مراكبهم بالأشكال المحفورة؛ إلى جانب كتابة الأقوال المأثورة والحِكم، وكانت صناعة السفن الكبيرة تحتاج عاماً بطوله، فيما تتطلّب مراكب الصيّد الصغيرة؛ العديد من الأسماء المُشتقة من اللهجة العُمانيّة؛تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري، ينسج على عباءة التاريخ بأحرف من ذهب أمجاداً بحرية، التي رفعت مجد عمان، مع إرتفاع شراع كل سفينة. حيث يعود تاريخ الملاحة البحرية في عمان، منذ المحاولات الأوغ التي قام بها الإنسان لشق مياه البحار، تقع على ملتقى طرق بحرية هامة، والبحر الأحمر وأفريقيا الشرقية، ومنذ ذلك الحين والعمانيون يلعبون دوراً هاماً في تاريخ الملاحة البحرية في المنطقة، سواء على صعيد الملاحة التجارية، أوعلى صعيد بناء السفن وتصميمها وتعتبر ولاية صور أهم ولاية في المنطقة الشرقية بسلطنة عمان، و تقع 150كم جنوب شرق العاصمة مسقط .اشتهرت صور قديماً ولا تزال بصناعة السفن البحرية والصيد والنقل البحري، ولها تاريخ بحري طويل.يطل عليها البحر من جهة الشرق وهي تقع في أقصى الشرق من عمان.مميز وتعدد مناطقها واجمل منطقة بها منطقة العيجه التي تعتبر منارتها من أقدم المنارات البحريه في السلطنه لإرشاد السفن للرسو .وايضا اشتهرت مدينة صور في عرض المحيطات وعلى طول شواطئ الخليج وجنوب أفريقيا وشبه القارة الهندية وآسيا وحملت سفن (الغنجة والبغلة) الصورية اسم عمان في عرض البحار والمحيطات وبقيت صور على مدى آلالف السنين تعيش على مهاراتها في الابحار وجرأتها وأحواض بناء السفن فيها وأساطيلها الشراعية التي سيطرت على التجارة في مياه الخليج وما ورائها في ذلك الزمن، أصبحت عمان أول دولة غير أوروبية يصل نفوذها الى أفريقيا، في فترات أخرى، وفرنسا، وشكلت البحرية العمانية، عبر تاريخ عمان المديد، وكانت أداة إقتصادية هامة، أسهمت في إزدهار عمان الاقتصادي، وما السفينة الحربية سلطانة، التي أرسلت الى ميناء نيويورك في الولايات المتحدة، تحمل هدايا السيد سعيد بن سلطان للرئيس الأمريكي، إلا شاهداً جلياً على عظمة الأسطول العماني في ذلك الوقت.وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن، حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب بإستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك - أو زيت جوز الهند أيضاً - أو زيت السمسم. مثل الإدريسي وابن جبير، ذات القيعان المفرطحة، أو جلست عليها، مما لو كانت مثبتة بمسامير حديدية . وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير)، وكذلك مناطق البحر الأحمر.ومن أهم الأخشاب المستخدمة في صناعة السفن: (الساج - البنطيق) والتي تستورد من الهند، بالإضافة الى أخشاب أشجار (القرط والسدر والسمر) الموجودة في السلطنة، والتي يصنع منها ضلوع السفينة. كالمطرقة والمنشار، والسحج وحديدة القلفطة. بعض منها لم يعد مستخدماً الآن، والبعض الآخر لا يزال مستخدماً. وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، وهي الأكبر ، يبلى طولها 135 قدماً، وتتراوح حمولتها ما بين مائة وخمسين وأربعمائة طن. ومركب (الغنجة) تبلى حمولتها بين مائة وخمسين وثلاثمائة وخمسين طناً، ويستغرق بناؤها بين 9و10 أشهر، ومركب ( السنبوق )، لعراقته في القدم و يوجد في ظفار، ويشارك في بناء السفينة كل من(الأستاذ)، الذي يتوغ قيادة العمل والإشراف عليه، و(الجلاف) الذي ينفذ تعليمات الأستاذ حرفياً، والأستاذ بدوره يستمع بإحترام الى ملاحظات الجلاف.وتحرص الحكومة على تشجيع بناء مجسمات صغيرة للسفن العمانية يتم الإستفادة منها في أعمال الديكور والمشاركة في المعارض داخل وخارج السلطنة. كما أن النشاط السياحي البحري المتنامي في البلاد قد زاد من حجم الطلب على بعض الأنواع من السفن، بالإضافة الى الإقبال على ترميم السفن القديمة، والإستخدام المتنامي للسفن الكبيرة في صيد الأسماكالسفن العمانيةمنذ زمن بعيد عرف الشعب العماني بأنه أمة تعشق البحر والحياة البحرية،وقد استخدمت السفن الشراعية التقليدية البوم/ القنجة- الشوعي والبدن. الخ في التجارة حيث واجهت العديد من العواصف ووصلت إلى عدد من الموانئ في إيران،وحتى أيامنا هذه يمكنك مشاهدة السفن التقليدية وهي نزين السواحل العمانية مثل فلك السلامة. وزينة البحار. وقبلهما صحار.الغـنجةتتميز القنجة بالنقوش والزخارف الفنية، تستخدم في التجارة وتتراوح حمولتها بين 130، 300 طن وقد اشتهرت ولاية صور بصناعتها.البــوميعتبر البوم من أشهر المراكب العمانية التي تستخدم في نقل الركاب والبضائع وينظر للبوم هنا كمركز ثقافي، يجسد تطلع العمانيون إلى البحر وعشقهم للملاحة.الشاشةصغير الحجم بدائية الصنع (تصنع من سعف النخيل وتربط أجزاءها بالحبال) ويبلغ طولها عشرة أقدام وتتسع لشخص أو شخصين، وتستخدم بنوع خاص على ساحل الباطنة لصيد السمك بالقرب من الشواطئ.البقـــارةيبلغ طولها من 25 إلى 35 قدما ولا يزال يوجد عددا منها على ساحل الباطنة خاصة في منطقة (مجيس) والمناطق الواقعة إلى الشمال منها.من أكثر السفن العمانية شهرة ويستخدم البدن في صيد السمك والنقل الساحلي في جميع أنحاء سلطنة عمان وتتراوح حمولته بين 20 و 100 طن، يعد من السفن العمانية العريقة الموغلة في القدم.في نوفمبر1980 أبحرت السفينة صحار، التي تشبه إلى حد كبير سفن القرون الوسطى، من مسقط إلى كانتون (في الصين) وقد كانت هذه السفينة تبحر دون استخدام وسائل المساعدة الحديثة في الإبحار، وقد استغرقت رحلة هذه السفينة عاما كاملا (من شهر 11/1980-11/1981)الهوريقارب صغير منحوت من جذوع الأشجار، يتراوح طوله بين 10،20 قدما. ويستخدم في صيد الأسماك ونقل السلع إلى مسافات قصيرة ويعد من أشهر السفن الصغيرة في السلطنة.السنبوقيعد من أشهر السفن العمانية والعربية التي تستخدم في الرحلات التجارية البعيدة المدى وتتراوح حمولته بين 20،