نقف اليوم في حضرة العاصمة أبو ظبي ، قبل نحو خمسين عاماً مساكنها من طين وسعف نخيل ورمال ومساحات من السبخات والنباتات الصحراوية ، إلى مدينة مدهشة حديثة اليوم . في عام 1960 كان هناك فندق صغير وحيد ، باستطاعة أي بلد إذا كانت لديه ثروة نفطية أن يستعين بها لبناء دولة حديثة ، لكن ماذا تكون النتيجة إذا لم يكن في هذا البلد بنية تحتية ولا « فوقية » لا طرقات ولا جسور ، لا قوانين ولا قضاة ولا معلمين ولا مهندسين ولا أطباء ولا ممرضات ، لا مديرين ولا عمال مهرة ، وهذه الدولة اليوم التي تقدم الركب العربي حضوراً وتأثيراً وقدرات وتفوقا ، من يتأمل هذه المدينة العاصمة والدولة الاتحادية يدرك كيف بنت دولة الرفاه بتعليمها المجاني وخدماتها الصحية المجانية والمساكن والماء المأمون والضمانات الاجتماعية والأمن والازدهار والبنية التحتية المتقدمة وارتقت بمستوى المعيشة وتقدمت في مؤشرات التنمية البشرية لتصبح الأولى عربيا ، وارتفع متوسط العمر المتوقع للإنسان من نحو 58 عاماً في الستينات إلى 78 عاماً اليوم . وارتقت إلى مكانة مميزة في البيئتين الإقليمية والدولية ، بعد أن كانت طاردة حتى لأهلها فيما قبل ستينات القرن الماضي . قد يسأل أيضاً : كيف كانت الظروف والأحوال قبل ولادة هذه الدولة ؟ وهل كان المخاض أو الولادة سهلاً ،