وقال أنها ليست لديها وظيفة وهذا النوع من اللغة يشبه لغة الطفل الاجتراري فهي منطوية حول ذاته، وتمر عبر القناة التبليغية مع طبيعتها الفونولوجية الصوتية التركيبية، ورغم أن اللغة خارجية لكن مع نمو الطفل حتى وإن بقيت خارجية تبدأ في الاستدخال (Intériorisation)، وشيئا فشيئا تبدأ في التبني من طرف الطفل أي يبدأ في امتلاكها وهنا يصبح لدينا نوع من التمركز حول الذات، فالتمركز حول الذات تزداد أهميته في نشاط الطفل الذي قد يصادف مشاكل تتطلب الحل، ثم يحدث أن تتطور اللغة المتمركزة حول الذات فتلتصق بالفكر وتلتحم به في العام الثاني، ثم يفترقان وتستدخل اللغة لتصبح الفكر في حد ذاته بينما مظهرها الخارجي الصوتي فيبقى. إن الأبحاث التي أجريت في هذا الميدان والتي لا تزال تجري تحاول أن تبين أنه على الطفل أولا أن يتعلم الحوار بإدماج مختلف الاستعمالات والتوظيفات اللغوية المتعددة، فالفعل الاتصالي عملية معقدة في حد ذاته وهو لا يتجلى في مجرد إنتاج الأصوات بل هو نتاج مسار أو سيرورة معرفية قوامها الأخذ بعين الاعتبار المرسلة، وبالتالي فإن هذه النظرية تحاول تأكيد نظرية الخطاب أي عندما أتكلم فأنا أتكلم في مكان ما بمناسبة ما وماهي العمليات الحاصلة عندما أمتلك اللغة، ومن هذا المنظور طرحت أسئلة عديدة حول إمكانية دراسة المنتوج اللفظي دراسة براغماتية بحتة، فالبراغماتية ترفض أن تكون اللغة مجرد كلمات وجمل لأنها تسلم وتقول – كما ذكر سابقا – بأن اللغة كوضع ورمز شيء واستعمال هذه اللغة كأداة للاتصال شيء آخر، لأن الكلمة ليست فقط مفهوم وصورة صوتية كما جاء بها سوسور (Saussure)، بل هي القدرة على استحضار الغائب وهي عملية معرفية عكس ما يقوله السلوكيون بأنها مجرد عادات لفظية نتيجتها وجود منبه يعطي استجابة، لأن الشخص يصدر الكلام عند تنبيهه وهم بذلك يسلكون مسلك وظيفي بحت، فعلى سبيل المثال أن السلوك اللغوي هو مجرد سلوك مثل السلوكات الأخرى الصادرة عن الشخص،