ويُقدم للمتلقي على شكل فيديو يصور «ظريف الطول» كما لو كان عاشقًا متيمًا يحارب من أجل فتاته التي يحبها، ألهب قلوب الصبايا بوسامته وخصاله النبيلة، إلا أن عينيه اللتين لم تهبا نظراته الدافئة لوجه غير وجه محبوبته، ولما أنجزها طلبت من ابنتها أن تتقدم لتستلم منه الصندوق في محاولة منها لتستقر عيناه في عينيها. كي لا يراه أحد وهو يحمل خمسة بواريد (بنادق) اشتراها بما استطاع توفيره من أجرته في محل النجارة الذي يملكه أبو حسن. فلم يجدوا «ظريف الطول» بينهم، وشاهدوه وهو يحمل المصابين عمار وجهاد من ساحة القتال، وجهاد ابن الأرملة قال إنه رآه مع الحنيطي في درب الثوار في يافا، هكذا أصبح «ظريف الطول» وجهاً منيرًا لكل شريف عفيف. ‎تكاثرت الأقاويل حول مكان وجود «ظريف الطول» وتباينت، بالإضافة إلى معانٍ أخرى ظهرت بعد نكبة فلسطين عام 1948، فبات كل جيل يشهد «ظريف الطول» وهو يتسرب من جدار الزمن ويتجسد أمامهم بجسده المجلل برائحة الوطن، وهكذا أصبح كل فلسطيني وكل عربي حر يحدق في معالم «ظريف الطول» فيجده طودًا عظيمًا ثابتًا لا تغيره أحقاد البشر.