Home Philosophie مفهوم الشخص الذات الفردية، يعني أولا أن الوجود الإنساني يخضع لشروط تضفي عليه طابع الضرورة، ويدل ثانيا على بعد خاص لدى الإنسان يتمثل في قدرته على المبادرة والتباعد والوعي، الوجود الإنساني يتحدد إذن من زاويتين: موضوعية، تعني مجموعة الحدود التي ترسم الوضعية الأساسية للإنسان (الإنسان الكوني)، وذاتية: باعتبار أن الإنسان بوصفه شخصا، الوضع البشري يتأطر أيضا ضمن حدود زمانية تاريخية، إذ أن للتحولات والتغيرات التي تحدث في صيرورة الوجود الإنساني تأثير في الوضع البشري، وهكذا تمثل مفاهيم الشخص والغير والتاريخ أبعادا ثلاثية للوجود البشري. بعد الوجود الذاتي المحدد بالوعي والقدرة على تمثل الذات وتملكها من خلال تفكير متباعد. وهو من يضفي على ذلك الوجود طابعا إنسانيا. البعد التاريخي، إن التفكير في الوضع البشري، *هل الشخص كبعد من أبعاد الوضع البشري جوهر ثابت أم ذات متغيرة؟ هل يخضع للضرورة أم يبني ذاته بكل حرية؟ هل يمكن تصور الأنا بدون الغير؟ هل توجد جسور بين حاضر الوضع البشري وماضيه؟ الشخص والهوية فكيف يتحدد الشخص؟ ما هو أساس الهوية؟ هل لها أساس بيولوجي؟ أخلاقي؟ اجتماعي؟ هل الشخص ثابت أم متغير؟ هل هو حر أم يخضع للضرورة والحتمية؟ في اللغة العربية كلمة شخص « من فعل شخص، وفي اللغة الفرنسية personne-personnalité مشتقان من الكلمة اللاتينية مشتقان من الكلمة اللاتينية persona ومعناها القناع، أن استعمال اللفظ في اللغة العربية يحيل على ما هو جسمي مباشر، أما في المعجم الفرنسي، فالشخص ليس مجرد لفظ لغوي بسيط وإنما هو مفهوم عقلي، يبني من خلال اللغة الفلسفية (مفهوم الأنا، الهوية ، بينما مفهوم الشخصية هو مفهوم سيكولوجي، هو التعبير الخارجي عن الشخص. الفلسفة اليونانية: لا تتحدث عن الشخص كموضوع لانشغالات الفيلسوف، تم الحديث عند أفلاطون عن ثنائية النفس والجسد، أما سقراط، فإن قولته الشهيرة « أيها الإنسان أعرف نفسك بنفسك »، تحمل صدى لمفهوم الشخص. أرسطو: كرس في فلسفته التمييز بين العبد والسيد وأقصى تبعا لهذا التمييز الأجنبي والعبد من دائرة الأشخاص. في العصر الحديث تبلور مفهوم الشخص فلسفيا، مع ديكارت، المحور الأول: الشخص والهوية يتعرف كل واحد من الناس على نفسه كشخص في مقابل الأشياء، إن ذلك الرضيع الذي كنته في الماضي هو أنا. هل تقوم هوية الشخص على وحدة الأنا وتطابقهما أم على تعدد أدوارها واختلافها؟ النص: أساس هوية الشخص: طبعه وذاكرته (جول لاشولييه) يشير مفهوم الهوية في دلالته الفلسفية إلى خاصية ما هو مماثل ومطابق لذاته، فإن هوية الشخص تعني تطابق ووحدة الفرد مع ذاته، أي أنه هو ذاته في مختلف لحظات وجوده. في نفس هذا الإطار، يتساءل جول لاشولييه عن طبيعة وأساس هوية الشخص: هل تقوم على أساس ماهوي؟ هل تفترض بالضرورة أنا ثابتة؟ يؤكد لاشولييه أن الوقائع تكذب فرضية وجود أنا ثابت وماهوي لأن: أوله أنا متخيل (غياب الوعي). *حالة المرضى بالفصام وازدواج الشخصية -إن الطبع والذاكرة من الآليات التي تحافظ على وحدة الشخص وهويته ومطابقته لذاته. -الهوية أو الهوية: حقيقة الشيء أو الشخص المشتملة على صفاته الجوهرية. وذلك منسوبا إلى هو، أطروحة لاشولييه حول « هوية الشخص » تقوم على أساس نقد التصور الماهوي-ديكارت نموذجا- الذي يرى أن هوية الشخص، والتفكير كصفة من صفات النفس يعني مختلف العمليات الذهنية والسيكولوجية من شك وفهم وتصور… وظيفته التمييز بين الصواب والخطأ، إن هوية الشخص تتحدد حسب ديكارت في أفعال التفكير التأملي وهي متعددة ومختلفة (الشك، النفي، التخيل…) وهذا التعدد في أفعال الأنا لا ينفي هويتها، باعتبارها أنا واحدة وثابتة. إن الأطروحة الديكارتية، لا تتحدث عن الشخص إلى في بعده المعرفي والميتافيزيقي، ومن ثمة فهويته الثابتة مجردة ميتافيزيقية، لا تتضمن أي تصور لما هو اجتماعي وتاريخي وأخلاقي في تحديد الهوية الشخصية، وخلافا للموقف الذي يعتبر الوعي أو العقل أو الذاكرة أساسا للهوية، يرى موقف آخر (شوبنهاور) أن العقل مجرد تابع لقوة يسميها الإرادة ويصفها بإرادة الحياة التي تفرض نفسها علنيا بقوة طاغية، فالإرادة هي أساس الهوية الشخصية لأنها تبقى عندما ننسى أو نتغير كليا. خلاصة أولية المعالجة الفلسفية للإنسان كشخص، تمت في إطار مقاربة مفهوم الذات (الأنا) كوعي أو كحالات سيكولوجية شعورية بمعزل عن علاقة نشاط الذات بما هو اجتماعي، ثقافي، تاريخي… وذلك من خلال آليات مختلفة… وهو مطالب بإحداث نوع من التوافق والانسجام بين هذه القوى المتفاعلة. مما سبق يمكنأن ننتهي إلى ما يلي: التحليل النفسي عالج مفهوم الشخصيو كبناء سيكولوجيمركب، متفاعل ودينامي، وبالتالي فإن هوية الشخص كذات أو أنا واعية لا تشكل إلا مستوى من مستويات مختلفة من الشخصية. لا يمكن اعتبار الأنا بالرغم من دوره الأساسي حسب النحليل النمفسي- أساس هوية الشخص ووحدته، لأن أساس البناء النفسي للشخصية هو اللاشعور (اللاوعي). من ذاته أم من علاقته بالآخرين؟ هل تكمن قيمة الشخص في كونه غاية أم وسيلة؟ أطروحة مونيي إبداع مستمر، لا نهائي، لإمكاناته الخاصة، إنه نتاج حركة شخصنة. هو شخصيته التي يحددها ككيان يتميز بالإرادة والحرية والوعي، فهي ليست معطى جاهزا منغلقا في فردانيته وإنما هي كيان يتشكل باستمرار. يميز مونيي بين الشخص ككيان يتميز بخصوصية الفردية وسماته العقلية والوجدانية والجمسية (والذي لا يمكن إرجاعه إلى ما يماثله أو يشبهه) وبين الموضوعات والأشياء الخارجية، أما الشخص فليس موضوعا ولا يمكن أبدا معاملته كموضوع، إن مراكمة مجموعة من المعارف حوله لا يمكن أن يعبر عن حقيقته ولا أن نتفهمه في كليته. أطروحة كانط إن النظر إلى الإنسان كجزء من الطبيعة وكحيوان عاقل، يمكن أن تجعل منه كائنا غير متميز عن أشياء الطبيعة، وبالتالي يمكن اعتباره وسيلة (أداة) لتحقيق غايات الآخرين. فهو ليس شيئا (أداة أو موضوعا) ومن ثمة لا يمكن معاملته كوسيلة. ميز كانط بين الأشياء (الطبيعة) مصدر الميول والحاجات، ليس لها إلا قيمة مشروطة، أي أن الذي يحدد قيمتها هو النتائج المتوخاة منها وليس القيمة في ذاتها (لأنها تعتبر مجرد وسائل)، وبين الأشخاص ككائنات عاقلة مريدة، حرة لا تستعمل كوسائل بل تتعين كغايات في ذاتها. خلاصة تركيبية إن مقاربة مسألة قيمة الشخص، تعني دراسة الإنسان في بعده الأخلاقي، أي البحث في ما يمنح الإنسان قيمة. إبداع ذاتي وتراكم مستمر لشخصيته، أما الحبابي فيرى أن الإنسان ينتقل من وضعية الكائن إلى الشخص عندما تعي ذاته أوضاعها الخاصة والعامة تبعا لفعلها الإرادي والقصدي عملية التشخصن، أي اكتساب الشخص لخصوصياته يتم من خلال الشخص كحرية وإرادة وقصد… للطبيعة البشرية واجب أخلاقي عملي، تجعل كل شخص محط احترام وتقدير. لكن إذا كانت الفلسفة الشخصانية تنتهي إلى النزعة الفردية باعتبار أن مصدر قيمة الشخص هو وعي، هذا الأخير يتميز بالمثابرة على اكتساب هذه القيمة، بمعنى أن الشخص يستمد قيمتهç الأخلاقية من ذاته ومن علاقته بالآخرين، إن المفاهيم الكلية المطلقة (الماهية والجوهر والواجب…) من أوهام العقل الكلاسيكي، ومغالطات الفلسفة التقليدية في نظر نيتشه: ذلك أن الغاية من أخلاق وقيم المجتمع تكمن في تصميم نموذج إنساني نمطي في الانضباط والخضوع لأخلاقيات المجتمع، إذ ليست هناك قيم مطلقة تفرض نفسها على الإنسان في نظر نيتشه، حر، وهو الذي يضفي قيمكة على الموجودات، ويعطيها معنى، حريته غير مشروطة، فهل الالتزام بعادات وقيم المجتمع تؤدي إلى فقدان الإنسان واستقلاليته والقدرة على اختيار وإبداع شخصيته؟ المحور الثالث: الشخص بين الضرورة والحرية غير أن الشخص من جهة أخرى يعيش ضمن مجموعة من الشروط والحتميات العضوية، النفسية الاجتماعية، أم هو مجرد كائن منفعل، خاضع لإشراطات وحتميات؟ إن العلوم الإنسانية بشكل عام (علم النفس، علم الاجتماع، علم الاقتصاد…) تؤمن بوجود حتميات بيولوجية، نفسية، اقتصادية، … توجه سلوك الفرد وتتحكم فيه، التحليل النفسي الشخصية من منظور التحليل النفسي نتاج للاشعور، الممثل للقيم والمثل الأخلاقية العليا. الشخصية نتاج للمجتمع والثقافة، خلاصة أولية عبارة عن نماذج نمطية جاهزةى يتأطر ضمنها الأفراد بشكل موضوعي ومستقل عن إرادتهم… ومن ثمة تختزل وحدة الشخص ووعيه وفكره وحريته وقيمه الأخلاقية… في علاقات أو بنيات لاشعورية، فهل حرية الشخص وفاعليته مجرد أوهام ترجع إلى الجهل بالأسباب والإكراهات والحتميات المتحكمة فيه هو ما يوهم الإنسان بأنه يتمتع بالحرية والإرادة في أنه سيد أفعاله. أطروحة سارتر إن الوجودية كما يمثلها فيلسوف الحرية سارتر،