هذا السؤال يبدو بسيط وللاجابة عليه يرجع الى التمييز بين النظريات المثالية أو العلمية والنظريات الحقيقية أو الواقعية وهي ان نظرياتنا قاصره لتحقيق اهدافها فالنظريات عادة لا تصل الى مستوى الكمال فيما يتعلق بشكلها النهائي. أن علماء النفس يقومون بالحكم على النظريات من خلال مجموعة من المقاييس: 3) أن تكون النظرية واضحة قابلة للاختبار ومختصرة، قائمة على فروض قليلة. أن نظريات النمو تعد نماذج غير مقننة إلى حد ما في الوقت الحاضر، فلها دور حيوي (ديناميكي) وخاص كما أن لها دور عام وثابت. وأهم ما يميز نظرية النمو هو أنها تركز على التغيير عبر الزمن. ويؤدي اهتمام النظرية بالتغير إلى حصر نظريات النمو في ثلاث مهام: 1) تصف نظرية النمو التغيرات الحادثة في مجال أو أكثر من مجالات السلوك عبر الزمن وكذلك النشاط النفسي مثل: الفكر واللغة والسلوك الاجتماعي أو الادراك. 2) تتمثل الوظيفة الثانية لنظرية النمو في وصف التغيرات الحادثة عبر الزمن في العلاقات بين السلوكيات وتحاول التعامل مع التغيرات التي تحدث في وقت واحد ( متزامنة) على الفكر والشخصية والإدراك والتي يمكن لنا ملاحظتها . إن علماء نفس النمو يتميزون بأنهم متخصصون عامّون بمعنى أن لديهم معرفة عن العديد من مجالات علم النفس وبالوقت نفسه متخصصون في مجال النمو. وفي الحقيقة فإن التتابع والتزامن المحدد في الوظيفتين السابقتين غالباً ما ينطوي على تفسيرات معينة. 2) الدليل البحثي: ان النظرية وسيلة توجيهية أو أداة توجه عملية الملاحظة وتوليد معلومات جديدة، قدم فلاسفة العلم آراء عدة عن العالم والكون وهي: • الرؤية الميكانيكية (الآلية) تصف العالم كأنه آلة تتكون من أجزاء تعمل في مكان وزمان معين حيث يمكن تشبيه العالم بالساعة . • الرؤية العضوية فتبنى على أساس الأنظمة الحية كالنباتات أو الحيوانات وليس على الآلات، وصور هذا الباحث الكون بأنه يتكون من أنظمة كاملة منظمة تنظيماً ذاتياً ونشطة نشاطاً تلقائياً وتؤكد على مبدا الكل والعلاقات القائمة بين الاجزاء. • الرؤية السياقية تتخذ من الموقف اساسا لها بكل ما يحمله الموقف من ذكريات ترجع الى الماضي وتقوده الى المستقبل فالرؤية السياقية تتصل بالوحدة مثلها مثل الرؤية الحيوية ويؤمن اصحابها ان انماط نمو الاطفال يمكن ان تختلف من ثقافه لاخرى ومن زمن لاخر. التغيرات النوعية هي عباره عن تغيرات في النوع ليس من السهل تحديد أي من التغيرات النمائية هي كمية أو نوعية والمشكلة هنا هي أن التغير قد يبدو مفاجئاً ونوعياً إذا كانت دراسة السلوك وأنماط هذا السلوك قد استغرقت فترات زمنية متباعدة وطويلة، ويبدو التغير كمياً إذا كانت الفترات الزمنية قصيرة ومحدودة. ان تحري التغيرات سواء الكمية او النوعية او كليهما تصبح معقده اكثر خصوصا عندما ناخذ بعين الاعتبار نسبه تسارع التغير ثم اتجاه التغير سواء كان السلبي او ايجابي. يتفق كل شخص الان ان التفاعل المعقد الحادث بين العوامل الفطرية والبيئية داخل الفرد تؤدي الى نمو صفه او سلوك معين او تغيير معين وان السلوك يتحدد عن طريق الوراثه بنسبه 100% عن طريق البيئه ايضا 100%.