ولا تعرف البيوت المحاذية له الأذى، يوقظ كل الأشياء باتجاه الفرح والحياة، وفجأة يحول الأمور إلى غمرة من نور، السعادة يمكن أن تجدها في زاوية صغيرة تحت قدمي عجوز تتأبط الوقت، ولا تريد أن تسوم الوجه أو تساوم الأيام المتبقية من حياتها، وخلو الزمن من الأوفياء، وهي في حقيقة الأمر تمد السعادة، فلا تجعل قلبك يخطئها، لكنك توصد الباب في وجهها، أو ذاك الشحاذ لم ينهزم بخجله وحاجته، ماذا لو أخرجت من باب بيتك لأبواب بيوت الجيران من خير كثير، فربما حمل لك الكثير منهم بسمة أو رضا أو أزاح من طريقك هماً أو عثرة، ولبيتك ثانيا؟ السعادة قد تختبئ في ضحكة طفل أو خلف زغزغة خواصر صبية لتبتسم عن أسنان لبنية، قد تركب جناح رسالة ظلت طريقها، وزهو القلم حين يكتب ما يسطرون، وفجأة كل عصافير القلب ترفرف، تريد أن تطبع قبلة على رأس انحنى بكبرياء، وجعل رائحة مسك الرضا تعبق في الأرجاء، وحس البيت الكبير بالجد الغائب، أن تدخل موطنك أو تسير لمدينتك، ثمة أجنحة كثيرة تدعوك للتحليق في فضاء تشعر أنه لا يتسع لك وحدك، تريد كل الموجودات أن تطير معك، فهناك نبع عذب يسمى السعادة، وهناك حقول خضراء لا يحدها البصر،