في توجه صادق إلى خالق الخلق كله، فالطبيعة بما فيها من موارد هبة الله لعباده من ماء وتربة وشمس وهواء، وتلوث الماء أو الهواء ونحوه، والنبي صلى الله عليه وسلم أكد هذه المعاني، بدعوته إلى تطهير البيئة من المفاسد التي تلوثها منها: ـ النهي عن البول في الماء الراكد: الماء نعمة من الله تعالى خلقه ليشرب منه الناس، هذه النعمة ـ الماء ـ تنقلب إلى ضرر محض إذا عبثت به يد الإنسان بالتلوث، لذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلويث الماء سيما الراكد منه، أنه نهى صلى الله عليه وسلم أن يبال في الماء الراكد، ـ تطهير المساجد وتطبيقها: تجمع تعاليم الإسلام بين الحرص على النظافة واللين والمسامحة، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء أعرابي فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: «مه مه»، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاه فقال: «إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، فلا شك أن هذا الأعرابي الحديث عهد بالإسلام لم يكن يقيم وزناً للبيئة، ولم يعرف تعاليم الإسلام بعد، فبال في أطهر مكان وأكرم بيئة بعد بيت الله الحرام، فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أن المساجد لا يليق بها هذا الأمر، غير منفر ولا مفنّد ولما كان فرش المسجد النبوي الشريف الحصا فإن صبّ بعض الماء على البول يكفي، كما أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن تلويث المسجد بالبزاق ونحوه، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أعمال أمتي حسنها وسيئها، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيّب.