ساهمت التطورات المتلاحقة في شبكة الإنترنت في إيجاد شكل جديد من الإعلام، تعددت تصنيفاته ومسمياته لدى الباحثين والمتخصصين الإعلاميين، فقد أطلقوا عليه الإعلام الجديد، الذي يشمل شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات، والمنتديات الإلكترونية والمجموعات البريدية وغيرها من الأشكال والأنواع المتعددة.لذا فقد أنهت ثورة الاتصال الجديدة العديد من المفاهيم التي كانت سائدة كهرمية الاتصال، كما استحدثت عدداً من المفاهيم الاتصال الجديدة مثل: الوسائط الرقمية، والتشبيك الاجتماعي وغيرها من المفاهيم والمصطلحات الأخرى، والتي تدل في مجملها على مدى الوفرة والتنوع في رسائل الاتصال الجديدة.ولقد أحدثت ثورة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات تأثيرات كبيرة على منظمة التلقي والاستخدام للجمهور، وفي فلسفتها وأدوارها وبالتالي في أساليبها ووسائلها، لذلك فإن وسائل الإعلام والاتصال لجأت إلى التجديد وتحديد سماتها ومقوماتها في عصر متغير دوماً، وفقاً لمتطلبات التنافس لاحتلال مركز الصدارة عند جمهور المتلقين الذين وجدوا في تطور تكنولوجيا الاتصال وتعدد أشكالها وسهولة استخدامها سبيلاً لتحقيق التنوع الثقافي والترفيهي لجميع الفئات الاجتماعية والمهنية والأثنية، وكذلك متطلبات الفرد الروحية وحاجته النفسية والاجتماعية في جميع المجتمعات المتقدمة والنامية، وانعكس ذلك على مستوى تعرض الأفراد لوسائل الإعلام القديمة منها والجديدة، فلم تعد وسائل الإعلام التقليدية أو الجديدة هي المصدر الوحيد الذي يتعرض له جمهور المتلقين، بل تنوعت المصادر وتعددت وأصبحت في متناول الجميع، ومن بينهم بالطبع الشباب وطلبة الجامعات.وتوصلت الدراسات الخاصة باستخدامات الشباب للإنترنت أن غالبية من الطلبة يستخدمون الإنترنت بمعدل متوسط، ولا توجد فروق في استخداماته بين المستويات الاجتماعية والاقتصادية، والذكور أكثر استخداماً من الإناث، ورصدت الدراسات زيادة اعتماد الشباب على الإنترنت في الحصول على المعلومات السياسية، كما ارتفعت نسبة من يعتمدون على الإنترنت من الشباب الجامعي في متابعة أحداث 11 سبتمبر. وفي مقارنة بين استخدام الإنترنت كوسيلة حديثة، أثبتت الدراسات أن استخدامه أثر سلباً على متابعة الشباب للوسائل الإعلامية التقليدية.وعن طبيعة استخدام شباب الجامعة لشبكة الإنترنت، حاز إرسال رسائل إلكترونية والحصول على الأخبار على المرتبة الأولى، وأجمع الطلبة عينة الدراسات على أنهم يقومون بعدد من السلوكيات العملية المشتركة تتمثل في نقل ملفات، التعرف على التكنولوجيا الجديدة،