العروبةُ طابعُ الخليجِ العربيّ، منذُ أقدمِ عصورِ التّاريخِ حتّى اليومَ، فالخليجُ عربيٌّ بشهاداتٍ غربيّةٍ مُنصفةٍ، وفي حِقَبِ تاريخيّةٍ مختلفةٍ منذُ الإغريق والرّومانِ مرورًا بالقُوى الأوروبيّةِ الّتي مرّتْ بالمنطقة وحتى يومِنا هذا، وأدلّةُ عروبتِهِ نابعةٌ منَ المكانِ، ومنَ العنصرِ البشريِّ العربيِّ الأصيلِ الّذي أقامَ الحضاراتِ القديمةَ في هذهِ المنطقةِ من العالمِ، وهناكَ العديدُ منَ الشّواهدِ والثّوابتِ الّتي تؤكِّدُ للعالمِ عروبةَ الخليج العربيّ، سَكّنَ العربُ منذُ أقدمِ العصورِ على ساحِلَي الخليج العربيّ، وكانتْ لهُمْ إماراتٌ مستقلّةٌ على ساحليه الشّرقيّ والغربيّ، ومستقلةٌ كذلكَ عنْ حكومةِ فارس في العصرِ الإسلاميّ، ومازالتِ العناصرُ العربيّةُ إلى اليومِ تسكنُ السّاحلَ الشّرقيَّ للخليج العربيّ. أكّدَ عددٌ منَ الباحثينَ المُنصفينَ عروبةَ الخليج، وأطلقوا عليهِ اسمَ "الخليج العربي" ويأتي في مقدّمتِهِم الرّحالةُ الدّنماركيُّ (كارستن نيبور) والكاتبُ الفرنسيُّ (جاك جاك بيربي) والمؤرّخ . The golden Bubble) البريطانيُّ الموقعُ الجغرافيُّ للخليج العربيِّ: حيثُ يمتدُّ ساحلُهُ العربيُّ (الغربيُّ) من رأس مسندّم حتّى شطّ العربِ على مسافةٍ أطولَ منْ السّاحلِ الإيرانيّ الممتدّ مِنْ مضيقٍ هُرمز جنوبًا حتّى شطّ العرب شمالاً. الواقعُ التّاريخيُّ: فأغلبيّةُ سكّانِ سواحلِهِ من العرب؛ حيثُ كانَ عربُ الجزيرة على اتّصالٍ وثيقٍ بمنطقةِ الخليج العربيِّ منذُ الأَلفِ الثّانيةِ قبلَ الميلادٍ، وهاجرتْ إليها القبائلُ العربيّةُ بسببٍ القحطِ الذي نِزلَ بالدّاخلِ، وشبة الجزيرة العربيّةِ وأطرافها وسواحلَها كانتْ ترتبطُ بنشاط تجاريٌ ورعويّ، وأحيانًا سياسيٌّ فيما بينَها، وهو ما يُعرَفُ اليومَ بالتّجارة البينيّةِ الحرّةِ أو الاتّحادِ الاقتصاديّ. الاتّصالُ بينَ المسلمينَ الأوائلِ، وأبناءِ الخليج منذُ زمن النّبيّ محمّد - صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ-في السّنةِ السّادسةِ للهجرة، وكانَ ذلكَ أمرًا طبيعيًّا منْ حيثُ الامتدادُ الجغرافيّ، والتّرابطُ السّكانيُّ بينَ أهلِ الجزيرة؛ إذ إنَّ أبناءَ المناطقِ السّاحليّةِ الشَّرقيّةِ للخليج كانوا عربًا كعربِ البحرينِ وعمانَ. الخليجُ العربيُّ وموقعةُ ذاتِ السَّلاسلِ: دعمتْ موقعةُ ذاتِ السَّلاسلِ الّتي وقعتُ عامَ 634م التواجدَ العربيّ في منطقةِ الخليج العربيّ؛ فبعدَ انتصارِ المسلمينَ على الفرس في هذِهِ المعركةِ أصبحَ الخليجُ العربيّ بحيرةً إسلاميّةً تسمياتٌ الخليج العربيّ: لو تتبّعْنا مختلفَ تسمياتِ الخليج العربيّ، وعلى مدى خمسةِ آلافِ عامٍ، وكذلكَ خلالَ حكمِ الدّولةِ الأمويّةِ والعباسيّةِ والعثمانيّةِ اي حتّى القرنِ العشرينَ الميلاديّ، لوجدناها كلّها - دونَ استثناءٍ، كما هي - تسمياتٍ عربيَّةِ الأصلِ؛ جزيرةُ هدمز،