كان سقوط دولة المماليك التي حكمت مصر والشام والحجاز وبرقة لأكثر من قرنين ونصف إيذانا بدخول العثمانيين إلى الأقطار العربية واستيلائهم عليها، وأصبحوا السادة الجدد لا لبلاد الأناضول وشرق أوروبا والقسطنطينية، بل سيمتد سلطانهم من العراق إلى الجزائر، وسيصبح السلطان العثماني ملقبا بخادم الحرمين الشريفين، اللقب الذي أطلقه المماليك على أنفسهم من قبل! دخل العثمانيون بعاطفة دينية كبيرة، عاطفة أرادت أن تعيد كل مقدّس إلى رونقه القديم بعد ضعف المماليك عن أداء المهمة بسبب صراعاتهم الداخلية، محط هذه العناية والرعاية،