الأسلوب التعليمي فقد تأثرت مدارس ريجيو إميليا بأفكار بياجيه كثيرًا فأضافت الرياضيات والحساب وغيرها من المعارف، لأن مثل هذه الخبرات ترتبط بالخبرات اليومية في الحياة واللعب والتفاوض والتفكير والتحدث والتعبير الرمزي والبصري، لذا فلا داعي لإقحام الأطفال وإجبارهم على التعلم الموجه واعتبارهم متلقين لمعلومات أكثر من كونهم متفاعلين معها. والزائر للمدارس ينبهر من الطريقة الجميلة في تأسيس البيئة المحيطة في المدارس، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة التي يراعى فيها توفير الرعاية المتكاملة للأطفال، حيث يظهر فيها التخصص والجهد المبذول في التعامل مع جوانب البيئة التي تضمن الفرح والسعادة لهذه الفئة، مثل الاستخدام المتعدد للأضواء وأنواعها الخافتة والعالية والمتوسطة الإضاءة، العناية الشخصية. يعمل المدرسون بشكل ثنائي متعاون في إدارة الفصل ويستمر المعلمان لمدة ثلاث سنوات مع الأطفال في الفصل الواحد، حيث الاهتمام يرتكز على إنشاء علاقات اجتماعية ثابتة وقوية مع الأطفال وذويهم، وخلق نوع من التقارب والاتصال مع الحياة الأسرية لعائلاتهم، حيث يقومان بالتخطيط مع آباء الأطفال، فهناك محترفون للرضع، وآخرون للتعامل مع الأطفال من سن الرابعة والخامسة، ويرى البعض أن تغيير المعلم والفصل من سنة لأخرى يعد إرهاقًا للطفل ويشعره بعدم الأمان ويضيع عليه فترة زمنية يقضيها في إعادة التكيف مع المعلم الجديد والفصل والتي كان سيتجاوزها فيما لو أنه بقي مع نفس المعلم ونفس الفصل لثلاث سنوات. حيث إن هناك اعتقادًا راسخًا نابعًا من تجارب علمية لمفكرين متخصصين أمثال «بياجيه ومونتيسوري» أن التدخل الزائد من البالغين في أنشطة الأطفال يقلل من استفادة الأطفال من التعلم من بعضهم البعض ويحد من احتفاظ الطفل باللحظة الغالية في الاكتشاف والتعلم الفردية. يتعلم الأطفال في القاعات الدراسية عن طريق العمل في مجموعات أو في ثنائيات، بالإضافة للأعمال الفردية، وفي مناهجهم التعليمية يمارسون مهارات التفكير الإبداعية، كالتفكير الناقد عن طريق عرض للرسومات أو للمقاطع التمثيلية التي يقومون بها، إذ يتم من خلال هذه المناقشات بناء للمعرفة الجماعية بدل تقديم المعرفة بشكل مباشر للطفل. وعرض أفكارهم مع الإنصات الكامل واحترام آراء الآخرين. وتبني ريجيو إميليا تعليمها على أساس إعطاء الأطفال حريتهم لبناء المعرفة وتوسيع مداركهم عن طريق العمل الفني في المجموعة وهو لا يلغي الفروقات الفردية أبدًا بل يؤكد عليها،