تتناول رواية "الصقر" للكاتب جيلبير سينويه قصة حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تتمثل في منطقة الربع الخالي التي تحولت إلى مركز للحضارة والتقدم، وتركيزًا على حياة الشيخ زايد وتجربته الفريدة، واستعراض جذوره من جدة الشيخ زايد الأول. كما تلقي الرواية الضوء على تأثيرات الاستعمار على المنطقة ونضال الشعوب من أجل الحرية، بالإضافة إلى دور الشيخة سلامة والشيخة فاطمة في تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في الإمارات. الشيخ زايد بن سلطان، فهو يتذكر مراحل شبابه بكل وضوح، كأنها لحظات مرت به للتو. يصوّر الشيخ زايد ذكرياته كأحلام تحولت إلى حقائق، فكانت الأراضي القاحلة التي نشأ فيها تزدهر بمعاني العطاء والتطور. يتمتع القارئ بمشاهد جميلة لتلك البلاد، مع تفاصيل تاريخية تجذب انتباهه وتثير فضوله ومن ثم، وكيف صنع أمة من الرمال، تُظهر الكلمات صورة حية لهذا الزعيم، يتبلور أمامنا بداية مثيرة لرحلة شخصية مميزة، مع تعزيزات من التفاصيل الشيّقة والأحداث المثيرة التي تنتظر في الأف عندما يغمض الشيخ عينيه، ينطلق خياله بعيدًا إلى جمال الربع الخالي، يشعر الشيخ بالفخر والاعتزاز بأصوله وتاريخ عائلته، يصاغ في قصائده كلمات تعبر عن جمال الطبيعة وعمق التاريخ، فالشعر بالنسبة للشيخ ليس مجرد فن، يجسد فيه قيم الصمود والتسامح والوفاء التي يعيشها ويؤمن بها لشيخ زايد الأول كان يتحدث عن جده الشيخ زايد الأول وسبب إعجابه بصفاته، كما حقق الأمن الداخلي وحلَّ النزاعات بين الزعماء. الأول يرعى الماشية والآخر يعمل في مهنة البحث عن اللؤلؤ ويتعرض لمصاعبها ومخاطرها. وندرة المياه وما يترتب عن ذلك من صعوبات. وكذلك في استخدام الثلج في الإمارة الواقعة في الصحراء. يتحدث النص عن دور الشيخة فاطمة بنت تبارك، زوجة الشيخ زايد، وتأثيرها العميق في تربية الشيخ زايد، حيث قضت حياتها لمدة أربعين عامًا في هذا الدور. مما أسهم في بداية حل التنازعات بينهم بشكل سلمي، في جزء من القصة، يتم دعوة الأخوة إلى التجمع في يومٍ مشمس من أيام الربيع، يُشير النص إلى أن الشيخة فاطمة ترتدي البرقع الأسود بكل بريق وجلال، وبكلمات مميزة تحث أبناءها على الالتزام بالوفاء والقيم السامية من خلال حلفها.