المقال التالي للكاتب المميز خالص جلبي. اقرأ المقال بتمعن ثم لخصه وانشر الملخص في منتدى المقرر (هذا النشاط مقيّم بدرجتين) وهو يلعب بالأفاعي، وكنت منذ أمد بعيد، ورفسة بغل فاعتبروا الأمر عاديا؟! فالرجل كان يعيش كي لا يعيش، وكان يتجول في الليل والنهار بين العقارب وأفاعي الصل والأناكوندا والتماسيح، يمشي في ظروف خطيرة ومناخات صعبة وهو يرتدي بنطالا يكشف عن نصف فخذه، كان الرجل مقداما إلى حد التهور، ولعا بالطبيعة، وأذكر في يوم أنه كان يطارد أفعى الصل شديدة السمية، والرجل يعرف ذلك، فلما وصل إليها كانت في استقباله بغضب وانتصاب، وبدأ يحوم حولها، فكان الرجل يعرف مواضع الخطر تماما، ولا أتذكر تماما هل أصبحت في يده أم لا. وبرامجه ما زالت حية، فكتب لنفسه الخلود بهذا الحماس الرائع العجيب، في كشف ألوان من الطبيعة مجهولة، أمام أعين المشاهدين والمتتبعين. وأنا ما زلت أتابع برامجه في باقة "الشوتايم" بكل شغف، وما يهمني من هذه الباقة ليس أفلام السخف والفحش والقتل والضرب، بل هذا البرنامج عن الطبيعة والحيوانات، حيث قامت القناة في الفترة الأخيرة؛ فأقدمت فيما يشبه الانتحار، مات ستيف أيروين أخيرا، ومن حيوان ليس على البال، في الرابع من شهر أيلول (سبتمبر) 2006م، من النوع الذي يحمل أشواكا كبيرة، وكان يمكن إنقاذه لو جاءت في مكان آخر. ولكن هي لحظات صغيرة من القدر، مات أيروين شابا في الرابعة والأربعين، حيث كان من المتحمسين للحفاظ على البيئة، حيث كان يصور برنامجا وثائقيا عن الحياة البحرية. وقد صدر العدد الأول من مجلة الشبيجل الألمانية لعام 2007م وعلى صفحة الغلاف الرئيسية كلمة Schiksalوتعني القَدَر، ومن خلال الإحصائية التي قدمت، وممن ذكر رجل الأمن الأمريكي الشهير (أو نيل)، الذي أخذ وظيفته كرئيس للأمن في مبنى التجارة العالمي، أو نطحة كركدن، أو عضة تمساح.