قال تعالى: جعل الله طاعته  من طاعة الله عز وجل؛ وقال عز وجل عنه: 1صحيح ابن حبان 2551 ﴿منيِّطِّعالرسوَلفـقدأَطاعاللَّه ومنتـولَّىفماأَرسلناكعليِّهمحِّفيظا٠٨﴾[النساء:88]، ﴿يَا أَيـَُّها النَّبُِّّي إِّنَّا أَرَسلنَاَك َشاِّهادا َوُمبَِّشارا َونَِّذيارا٥٤ َوَداِّعياا إِّلَى اللَِّّه وأمر الله عز وجل بالاقتداء به؛ وسلم على ثلاثة أقسام: ِّ ِّ ِّ َِّّ 1. فينزل الوحي لبيانه، وذلك مثل ما حصل في قصة ابن أم مكتوم رضي الله عنه والتي ومثلهكذلك في الإذن للمنافقين بعدم الخروج لغزوة تبوك قبل التأكد من أعذارهم، َعْنَكلَِمأَِذنَْتلَُهْم َحتىىيَتَبَيىَنلََكالىِذيَن َصَدقُواَوتَْعلََمالَْكاِذبِيَن٤٣﴾[التوبة:43]. أُسوةٌ حسنَةٌ لِّمن َكا َن يـرجو اللَّه واليـوم الْ ِّخر وذََكر اللَّه َكثِّيرا١٢﴾ [الأحزاب: 21]، َََََََََََََُا ِِ َِِِِ ُّىِِىِ ﴿َماَكاَنلنَبٍّيأَْنيَُكوَنلَهُأَْسَرى َحتىىيُثْخَنفياْلأْرض تُريُدوَن َعَر َضالدنْيَاَواللهُيُريُداْْخَرَة َواللهُ َعزيز ﴿فَُكلُواِمىماغَنِْمتُْم َحَلَالَّطَيِباا َواتىُقوا مع أنه أقره سبحانه على أخذه للغنائم وأحلها لأمة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومن هنا تظهر أهمية دراسة السيرة النبوية في: 1-فهم شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم (النبوية) والتعرف على القدوة: من خلال حياته بمختلف تحولاتها، للتأكد من أن محمدا عليه الصلاة والسلام لم يكن مجرد عبقري سمت به عبقريته بين قومه، لا بد أن يكون ضعيفا في جانب آخر، وإن كان له جانب مشرق يكون له جانب آخر مظلم وهذه طبيعة البشر، وإن من أهم ما يجعل سيرته صلى الله عليه وسلم وافية بتحقيق هذه الأهدافكلها أن حياته عليه الصلاة والسلام شاملة لكل النواحي الإنسانية والَّجتماعية التي توجد في الإنسان من حيثكونه فرد مستقل بذاته أو من حيثكونه عضوا فعالا في المجتمع. الصادق والأمين، وقد زكاه الله عز وجل مع بداية البعثة، قال تعالى: ﴿َوإِنى َك لََعلَى ُخلٍُّق َع ِظيٍّم٤﴾ [القلم: 4]. وأنا خيـركم لأهلِّي))1 واهتمامه بأطفال من الصحابة مع شدة انشغاله بأمور الدولة والحكم والغزوات وغيرها. - نموذج للعابد المتبتل إلى الله القائم الصائم. ورضاه وغضبه، وحلمه وحزمه. الباذل منتهى الطاقة في سبيل إبلاغ رسالته. - نموذج للقائد والسياسي المحنك والفطن في تعامله مع أتباعه وأعدائه من الداخل والخارج. - نموذج للحاكم الذي يقود الأمة بحكمة بالغة وبعدل مطلق: عن عائشة رضي الله عنها فيما أخرجه البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّما أهلَك الَّ ِّذين قـبـلَ ُكم، أنـَّهم َُ َِّ َََ أَّنفَاطَمةَبنَتُمَحَّمد َسَرقَتلََقطَعُتيََدَها. - كذلك في تغير أحواله؛ وهو مطارد في الهجرة، وهوكذلك منتصر وفاتح، وكذلك أصابه ما أصابه من المصائبكغزوة أحد وبئر معونة 2- السيرة مفسرة للقرآن الكريم، وبه، والتربي به: يجد الدارس لسيرته عليه الصلَة والسلَم ما يعينه على فهمكتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده، إذ أنكثيرا من آيات القرآن الكريم لا يحسن تفسيرها وفهم الجوانب التربوية فيها إلا بالعودة إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والأحداث التي صاحبت النزول. مثل ماكان من معالجة مصيبة غزوة أحد في سورة آل عمران برفع الروح المعنوية للصحابة، وبيان الحكمة منها وغير ذلك مما لا يمكن استنباطه من غير معرفة أحداث الغزوة وأبعادها. 1صحيح البخاري 3475 كما أن بعض الأحكام الفقهية لا يمكن معرفتها إلا بالعودة إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، مثل الحج، فلم تذكر أركانه ولاكيفيته في القرآن الكريم بل من خلال حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناس َككم)1. والمصدر الثاني هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته النيرة، أو فعلية من أفعاله، أو تقريرية، فلا يمكن الاستغناء عن السنة في فهم الأحكام الفقهية أو استنباطها. فلميذكرالقرآنالكريموصفالصلاةولانسبالزكاةولاالعديدمنالأحكام، وحياة النبي صلى الله عليه وسلم كلها تشريع. قال صلى الله عليه وسلم: ((يوشك أن يقعد الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، فالسنة هيكل ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعل أو قول أو إقرار (أو تقرير): - فإما أن يكون فعله صلى الله عليه وسلم مختصا به: كفرضية التهجد في قيام الليل، وتعدد الزوجات فوق الأربع، وهذا حكمه عدم اتباعه فيه، لَعلِّي لا أراكم بع َد عامي هذا) الراوي: جابر بن عبدالله | المحدث: ابن الملقن | المصدر: البدر المنير، الصفحة أو الرقم: 183/6 | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح. التخريج: أخرجه النسائي (3862)، والطحاوي في ((أحكام القرآن)) (1359)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (186/1) باختلاف يسير. وقال: حسن صحيح (سنن الترمذي بشرح ابن العربي ط الصاوي 132/18) لَِكْيَلَيَُكوَنَعلَْيَكَحَرج َوَكاَناللىهُغَُفواراَرِحياما٥١﴾[الأحزاب:58]. الخصوصية؛ ولا تكليف فيه، إلا من أراد - وإما أن يكون الفعل بيانيا: وهو أن يبين النبي صلى الله عليه وسلم بعض ما جاء مجملا من الأحكام في القرآن الكريم، فحكمه يختلف حسب حكم المبيَّن. وهذا منه ما هو واجب ومنه ما هو مندوب. - وإما أن يكون الفعل إقرارا وهو سكوت على فعل أو حدث وقع، 4-استشعار الجهد العظيم الذي بذله رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل إعلَءكلمة الله، وكيفية التصرف أمام العوائق والعقبات، فنستشعر أهمية هذه الدعوة ووجوب التضحية لأجلهاكماكان من النبي صلى الله عليه وسلم، نستقرئ سنن الله عز وجل في الجهاد والاجتهاد لنشر الحق وإعلاءكلمة الله عز وجل. وهو آخذ عن عبدالله بن هشام رضي الله عنه قال:كنا مع النبي بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، فقال له عمر: فإنه الْن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الْن يا عمر))1. 6257( ودافع لطاعته واتباعه والاقتداء به، والاقتداء جبلة وسجية في الإنسان، ومهمة جدا في بناء شخصية الفرد والرقي بها أو الانحطاط بانحطاط القدوة. الله عز وجل. وبذلك تظهر أهمية ربط هؤلاء الشباب بالقدوة الحقيقية والمثال السامي والنموذج الرباني الذي ولن يكون حبه إلا بمعرفته ودراسة سيرته. 6- تعلم الحكمة في اختيار أفعاله وأقواله صلى الله عليه وسلم: يكسر صنما واحدا طيلة دعوته في مكة وكذلك في عمرة القضاء وكان منفردا بها، فيقول: (صبارا آل ياسر فإن موعدكم الجنة)، وتُقتل سمية رضي الله عنها ولم يفعل شيئا، وقدكان فتحا، نرى حكمته في توقيت إرساله الرسل إلى كسرى وقيصر والمقوقس وغيرهم. نتلمس حكمته في رده على عائشة رضي الله عنها وقد غارت من إحدى نسائه، رضي الله عنه: ((كا َن النب ُّي صلَّى الله عليه وسلَّم ِّعن َد بـع ِّض نِّسائِِّّه، فأرسلَت إح َدى أَُّمها ِّت المؤِّمنِّين َََََََُُ نتلمس في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة في أقواله وأفعاله، فنرى تغيرا في تفاعله مع الأحداث على حسب الظروف والأحوال، عليه وسلم لم بصحَفٍة فِّيها طَعام، فَ َضرب ِّت الَّتي النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في بـيتِّها يَد الخاِّدِّم، فَسَقطَ ِّت ال َّصحَفةُ َ ٌََََ َُُِّّ َََََِِّّ َ ثَُّم َجَعَليَجَمُعفيَهاالطََّعاَمالذيكاَنفي ا ل َّص ح َ ف ِّ ة ، و ي ق و ُ ل : َ غ ا ر ت أ ُ ُّ م ُ ك م ث ُ َّ م ح ب س ا ل خ ا ِّ د م ح ت َّ ى أ ُ ت ِّ ي ب ص ح َ ف ٍ ة ِّ م ن ِّ ع ن ِّ د ا ل َّ ت ي ه و ف ي ب ـ ي ت ِّ ه ا ، ف َ َ د ف َ ع َََََََََِِّّّ َِّّ َََ الصحفة الصحيحة إلى التيكسرت صحفتـها، وأَمسك المكسورة في بـيت التيكسرت))1. ََََََّّ ََََََََََُُُ َََ في فقهه للواقع دون تهور ولا مداهنة في الدين، نتلمس في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الإعجاز في هذا المنهج الرباني الذي حول بفضل الله عز وجل الأمة العربية الضعيفة المتفرقة، فلا يصلحها الْن إلا ما أصلحها من وسنة النصر والهزيمة، وسنة الأذى في الدين، وسنة حرب أهل الباطل لأهل الحق بشتى الوسائل المشروعة عرفا أو الممنوعة، وسنة الهداية والضلال، 1صحيح البخاري 5225 8- نتعرف على معجزة بناء الأمة خطوة بخطوة والتعرف على التربية الربانية للرعيل الأول: من خلال تتبع أحوال نزول الْيات وكيف عالجت القضايا المعاصرة. وبذلك يسهل استخراج الجوانب التربوية والاستفادة منها في النوازل المعاصرة. ونسأل الله التوفيق وخاصة مع بعد الأمة عن المنهج الصحيح وتأخرها في مختلف الميادين. وأبرئ ذمتي وأسأل الله التوفيق.